قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن رئيس الوزراء الليبرالي الكندي جاستن ترودو يتخلف الآن بنسبة 15% تقريبا عن منافسه بيير بويليفر، زعيم حزب المحافظين الكندي، وفقا لجميع استطلاعات الرأي، مما يعني احتمال سقوط شخصية حكمت البلاد لأمد طويل.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ألبرتا، فريديريك بويلي، إن “الأمر أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لجاستن ترودو ويبدو أنه نهاية عهده”.
وذكر بولي أن المراقبين السياسيين يشككون في إمكانية قلب ترودو دفة الأمور، بعد أن عجز عن إقناع الكنديين بفوائد التعددية الثقافية والووكيسم (الحركات المناهضة للتمييز والعنصرية) والعديد من الخيارات الاجتماعية.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم لودوفيك هيرتزمان- إلى أن المرشح الشعبوي بيير بويليفر يصر على أنه سيكون رئيس وزراء كندا المناهض للوكيسم، وهو يعِد مواطنيه “بجعل كندا الدولة الأكثر حرية في العالم”.
ويحب بويليفر صيغ الصدمة التي تربك الليبراليين، وقد أحدث مفاجأة في أثناء رحلة جوية بأخذ الميكروفون من المضيفات للقيام بحملة أمام الركاب المذهولين، بتصريحاته المناهضة للقاحات، ودعمه لقافلة سائقي الشاحنات في أوتاوا.
الفطرة السليمة
وبويليفر (44 عاما) ذو خبرة في تقنيات الاتصال -كما تقول الصحيفة- وهو شعبوي يعرف كيف يميز بين النخب والناس العاديين، يقوم بكثير من التجاوزات من دون أن يلحقه ضرر، إذ أعلن أنه سيقيل محافظ بنك كندا، وسيسحب “السيطرة على الأموال من المصرفيين والسياسيين لإعطائها للشعب”.
برنامج هذا المرشح -كما يكرر في كل لقاءاته- هو “الفطرة السليمة”، ويوضح ذلك قائلا “يمكن للكنديين الهروب من التضخم عن طريق اختيار العملات المشفرة”، وهو مثل (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب، يكره الصحفيين ووسائل الإعلام التقليدية، وسوف يتوقف إذا انتخب عن تمويل قنوات الإذاعة والتلفزيون العامة.
انخرط بويليفر -الذي يسميه البعض “بيتبول” السياسة- في وقت مبكر جدا مع المحافظين، ودرس في جامعة ألبرتا، لينتخب أصغر عضو في مجلس العموم في أونتاريو عند بلوغه الخامسة والعشرين، بفوزه على وزير الدفاع الليبرالي آنذاك، وهو يبذل كل ما في وسعه، لكنه لا يفتقر إلى الكاريزما والفكاهة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بويليفر يمكن أن يقع في التناقض من دون أن يشغل ذلك باله، فهو مؤيد للإجهاض، ويعترف بتغير المناخ ولكنه مؤيد للصناعات الأحفورية، عارض زواج المثليين في الماضي، قبل أن يدافع لاحقا عن حقوقهم، وهو يستغل زواجه من المهاجرة الفنزويلية أنايدا لإغواء الطبقات الدنيا والمهاجرين.
وختمت الصحيفة برأي دانييل بيلاند، من جامعة ماكجيل بمونتريال أن “بيير بويليفر هو البديل السياسي الوحيد لجاستن ترودو، (…) وهو يستفيد من السخط المتزايد تجاه ترودو وحكومته”، وقد بزغ نجم حظه منذ أن فاز عندما كان طالبا بجائزة قدرها 10 آلاف دولار عن مقال بعنوان “لو كنت رئيسا للوزراء”.