قالت وول ستريت جورنال إن إسرائيل تسارع الخطى لمحاولة اجتثاث حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن جنود ومسؤولين حاليين وسابقين أنه كلما اقتربت القوات الإسرائيلية من وسط مدينة غزة أكثر، فستواجه مقاتلي “حماس” بأعداد أكبر، وسيهاجمونها ثم ينسحبون أو يختفون تحت الأرض، مما سيؤدي إلى إبطاء تقدمها.
وقال نقيب إسرائيلي قاد وحدة احتياط مدرعة إلى شمال غزة الأيام الأولى للغزو “كلما توغلنا أكثر، أصبحت المعركة أصعب”.
عامل الزمن
وزعمت الصحيفة في تقريرها أن إستراتيجية إسرائيل تقوم على قتل “عدد كاف” من مقاتلي حماس وقادتها للقضاء على الحركة قبل أن تضطر إلى تقليص عمليتها العسكرية، في حين أن هدف حماس هو “الجمود” الذي يمكِّنها من النجاة، ورغم أن الضرر طالها فإنها لا تزال قوية في غزة، حسب قول محللين للصحيفة.
وتقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في الوصول إلى غايتها المتمثلة في ما تسميه “اجتثاث حماس” بينما يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لن يقبلوا بوقف لإطلاق النار أو حتى لو كان وقفا رسميا مؤقتا للقتال إلى أن يتم الإفراج عن أسراهم لدى الحركة.
ومع ذلك، يقر المسؤولون الإسرائيليون بأن التحرك بسرعة في هذا الخصوص أمر بالغ الأهمية.
وتنقل الصحيفة عن قائد القيادة الجنوبية السابق، ماتان فيلناي -الذي قاد من قبل القوات الإسرائيلية في غزة- قوله “القضية الرئيسية الآن هي (عامل) الزمن” مضيفا “حماس ربما تدخر قواتها لمعركة أشد ضراوة داخل مدينة غزة”.
قرارات “صعبة”
ومع مضي الوقت، تضيف وول ستريت جورنال أن قادة الجيش الإسرائيلي سيواجهون سلسلة من القرارات الصعبة وبينها مهاجمة المخابئ وشبكة الأنفاق التي ربما يوجد بداخلها بعض الأسرى على الأقل، وما إذا كانت ستنقل غزوها إلى جنوب غزة حيث لجأ مئات الآلاف من السكان فرارا من القتال.
ويقول إد أرنولد -وهو باحث بريطاني بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن- إنه عندما تصل القوات الإسرائيلية إلى وسط مدينة غزة وتوقف تقدمها، فإنها “قد تصبح أكثر عرضة للكمائن والتفجيرات الانتحارية”.
ونسبت الصحيفة إلى شخص على دراية بعالم الاستخبارات قوله إن مجتمع الاستخبارات الأميركية يساوره الشكوك بشأن قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن في القضاء على الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
هدف مستحيل
وأضاف الشخص -الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته- أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قد تلحق الضرر بحركة “حماس” وبنيتها التحتية، إلا أنها لن تستطيع استئصال أيديولوجيتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عجزت حتى الآن عن المساس بكبار قادة حماس في غزة، ومن بينهم يحيى السنوار -الذي أمضى أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية- ومحمد الضيف القائد “الغامض” لكتائب القسام، الذي حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وتكرارا.
ويقول الضباط الإسرائيليون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق لأن الممرات ربما تكون مفخخة، وعوضا عن ذلك -تضيف الصحيفة- تقوم القوات الإسرائيلية بهدم الأنفاق حيثما وجدتها.