عمّان- شهدت عدة جامعات أردنية، أمس الثلاثاء، فعاليات متزامنة دعما لغزة وللمطالبة بوقف حرب الإبادة المستمرة لأكثر من 200 يوم في القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التحرك في سياق حراك طلابي عالمي تشهده الجامعات الأميركية ومؤسسات تعليمية في عدة دول حول العالم بهدف سحب الاستثمارات مع الاحتلال ووقف الحرب.
واحتشد الطلاب في عدد من الجامعات في العاصمة عمّان والمحافظات تلبية لدعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة، وهو إطار طلابي يضم عددا من الكتل الطلابية في الجامعات الحكومية والخاصة تأسس بُعيد بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حراك مهم
وتعددت شعارات الوقفات ما بين دعم وتأييد لأهالي قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، كما رُفعت شعارات تطالب بوقف التطبيع مع الاحتلال والدعوة إلى إيقاف التصدير والجسر البري، فيما أكد مشاركون أهمية الحراك الطلابي العالمي في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي يمارسها الاحتلال في غزة.
وشارك عشرات الطلبة في جامعة “البوليتكنك” في عمّان بوقفة صامتة حملت عنوان “طلاب البوليتكنك مع غزة” رفعوا فيها لافتات تحتوي عبارات داعمة للمقاومة الفلسطينية ومبرزة أهمية وقوف الشارع الأردني مع غزة.
وتضمنت إحدى اللافتات عبارة “نحن الكابوس الذي يُخشى تحركه”، كما أدّى الطلبة صلاة الغائب على أرواح الشهداء في غزة وفلسطين.
وشهدت جامعة اليرموك في محافظة إربد شمال الأردن وقفة طلابية حاشدة أمام عمادة شؤون الطلبة شارك فيها أعضاء من الهيئات التدريسية والإدارية، وهتف المشاركون خلالها لغزة، ورفعوا لافتات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية.
وقال الطالب مجاهد محمد أحد منظمي الوقفة للجزيرة نت إنها تأتي للدعوة إلى وقف حرب الإبادة على القطاع التي تجاوزت الـ200 يوم، وفي سياق حراك الجامعات حول العالم، مؤكدا دور الحركة الطلابية تاريخيا في التأثير لإيقاف الحروب ورفض آلة الإجرام والاحتلال.
هتافات للمقاومة
أمّا في جامعة العلوم التطبيقية، فقد تدخّلت قوى الأمن الجامعي لفض وقفة بعد دقائق من تنفيذها، كما أجّل طلبة الجامعة الهاشمية وقفة كان يفترض أن تقام أمس إلى اليوم الأربعاء نتيجة ظروف أمنية.
وفي جامعة الزيتونة في عمّان شارك المئات من الطلبة والهيئات التدريسية في وقفة حاشدة في ساحة الجامعة المركزية هتف الطلبة خلالها للمقاومة في غزة ورفضا للعلاقات مع الاحتلال وللجسر البري، كما أقام المشاركون صلاة الغائب على أرواح الشهداء في نهاية الوقفة.
《طوفان الجامعات الأميركية يجتاح العالم》
تحت شعار “نحن أقرب لـ #غزة من أمريكا”
#.الجامعات_الأردنية_تنتفض نصرةً لغزةجانب من الحراك الطلابي الداعم للمقاومة في #الأردن (جامعة الزيتونة، والأردنية واليرموك).
الفيديو من جامعة الحسين في مدينة #معان الأبية •••#فريق_مجاهدون pic.twitter.com/6JkbCiVoxA
— آية العاروري (@ayah_arori) April 30, 2024
كما أقيمت وقفات وفعاليات في جامعات جنوب المملكة، لا سيما جامعتي مؤتة في مدينة الكرك والحسين بن طلال في معان، وهتف المشاركون خلالها دعما لأهالي غزة ومقاومتها كما أكدوا أهمية قطع كافة العلاقات مع الاحتلال الذي يتربّص بالأردن، وفق تصريحهم.
وصرح الطالب محمد صالح أحد المشاركين في وقفة جامعة مؤتة للجزيرة نت بأنه على الطلبة أن يكونوا في طليعة العمل لقضايا الأمة، لا سيما قضية فلسطين التي تشكل عقيدة كل مسلم ورمزية لكل أحرار العالم، وهو ما يعكسه التحرك الطلابي العالمي اليوم.
أهداف ورسائل
وأكد محمود خالد، وهو مسؤول في الملتقى الطلابي لدعم المقاومة، أن خروج الجامعات الأردنية اليوم مهم وضروري لما للأردن من أهميّة في الضغط لإيقاف الحرب ومنع حدوث المزيد من المجازر خاصة في مدينة رفح التي يتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته باقتحامها.
وبحسب خالد الذي تحدث للجزيرة نت، فإن تحركهم يأتي امتدادا “للصوت الهادر” للطلبة في جامعات العالم، ولا سيما الأميركية التي تشهد مخيمات تضامن واعتصامات مفتوحة بهدف سحب الاستثمارات مع الاحتلال ووقف الحرب.
ولهذه الوقفات عدة أهداف، يضيف خالد، أبرزها الإشارة إلى الدور المهم للحركة الطلابية في إحداث تغيير حقيقي يفضي للضغط على الكيان لإيقاف جرائمه، وعلى رأس ذلك وقف الجسر البري والتصدير واتفاقية الغاز والعمل على حصاره سياسيا ودبلوماسيا عبر قطع العلاقات وهو الأمر الذي يحصّن الأردن كذلك من هذا السرطان الخبيث، وفق تعبيره.
وشهدت الأيام التي سبقت هذا التحرك الموحد تضييقات أمنية على الطلبة واستدعاءات، حسب المسؤول في الملتقى الطلابي، حيث تم استدعاء عدد كبير من الطلبة للأقسام الأمنية بهدف التقليل من حجم هذه التحرّكات، مما “يثير الاستهجان والاستغراب، ويعطي رسالة سلبية للطلبة حول آفاق المشاركة السياسية والحريات”.