هل يقرر روبرت كينيدي جونيور نتائج انتخابات أميركا؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

واشنطن- تشير كل التقديرات إلى عدم وجود حظوظ عملية تسمح للمرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور بتحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

إلا أن هناك من الأسباب الموضوعية ما يشير إلى أنه أصبح أكثر شخص يمكنه التأثير على نتيجة الانتخابات، والدفع بوصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أو الحالي جو بايدن إلى البيت الأبيض للمرة الثانية.

وتكشف استطلاعات رأي مختلفة أن كينيدي يحقق نسبا أعلى بكثير من أي مرشح حزب ثالث خلال العقود الأخيرة، ويحصل على 15% إلى 20% من أراء المستطلعين في أغلب استطلاعات الرأي المتخصصة في الانتخابات الرئاسية.

وكانت حملة كينيدي قد أنفقت 7 ملايين دولار على إعلانات خلال مباراة نهائي كرة القدم الأميركية مع تعهده بالبقاء في السباق حتى نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

بايدن (يمين) وترامب حصلا على الدعم الكافي من حزبيهما لخوض انتخابات الرئاسة مجددا (الفرنسية)

فرصة جيدة

وتأتي أهمية ترشح كينيدي من حقيقة عدم رضا أغلب الأميركيين من حتمية الاختيار بين بايدن وترامب في جولة انتخابية ثانية تُكرّر معها انتخابات 2020 بكل ما شابها من سلبيات وقلاقل، إضافة إلى حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي تغلفها نتائج انتخابات يتفوق فيها المرشح المنتصر بعدد قليل جدا من الأصوات في عدد قليل من الولايات المتأرجحة.

ولدى كينيدي فرصة جيدة ليكون أول مرشح لحزب ثالث منذ المرشح روس بيرو، الذي حصل في انتخابات 1992 على 18.9% من الأصوات بنحو 19.7 مليون ناخب، للمشاركة في المناظرات الرئاسية. ويعتبر بيرو استثناء كبيرا بين المرشحين المستقلين أو مرشحي الحزب الثالث الذين لا يتأهلون للمناظرات الرئاسية.

وكان جورج والاس حاكم ولاية ألاباما السابق، قد تصدر مرشحي الحزب الثالث عام 1968 وحصل على 14% من أصوات الناخبين.

وتمثل المشاركة في المناظرات الرئاسية فرصة كبيرة للمرشحين وللناخبين معا، وتسمح بتقديم المرشح لنفسه، ولملايين الأميركيين بالمقارنة بين قدرات هؤلاء المرشحين.

ويمكن لكينيدي التأهل للمشاركة في المناظرات التي يُشترط فيها وجود المرشح على بطاقات الاقتراع في عدد كاف من الولايات تمكنه من تحقيق رقم الفوز المطلوب في المجمع الانتخابي بـ270 صوتا، ومتوسط لا يقل عن 15% في 5 استطلاعات وطنية حسنة السمعة.

وطبقا لاستطلاع رأي حديث أجرته جامعة كوينيبياك، حقق كينيدي 22% من أصوات الناخبين المسجلين.

قد يكون اسم كينيدي معروفا جيدا، فهو سليل أشهر عائلة ديمقراطية في الولايات المتحدة، تؤمن بثوابت الحزب الديمقراطي الأيديولوجية، إلا أنه يغرد وحيدا بمواقف سياسة مختلطة معقدة تجمع بين بعض سياسات المعسكر الديمقراطي والحزب الجمهوري، وأفكار أخرى من خارج السياق السياسي التقليدي في الولايات المتحدة.

أفكار حادة

اشتهر كينيدي خلال السنوات الأخيرة بمعتقداته الحادة المناهضة للقاحات، والتي وصلت لأعلى دراجاتها بعد تفشي فيروس كوفيد-19. وتُعد بقية أفكاره خليطا غير تقليدي من جميع أنحاء الطيف السياسي الأميركي.

فقد اقترح خفض سعر الفائدة على قروض الرهن العقاري إلى 3%، وتقديم رعاية مجانية للأطفال، وجعل ديون الطلاب قابلة للسداد في حالة إعلان الإفلاس، إضافة للعديد من الأفكار الشعبوية اليسارية القريبة من أفكار السيناتور بيرني ساندرز.

وعلى النقيض، يتبنى كينيدي موقفا متشددا من قضية الهجرة وتأمين الحدود الجنوبية مع المكسيك، وكما يروج للمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة المرتبطة بلقاحات كورونا.

إحدى مجموعات التصويت المهمة التي تراقبها حملتا بايدن وترامب لانتخابات 2024 هي تلك الفئة الرافضة بشدة لترشيحهما، وتبحث عن بديل ثالث.

ويشير أحدث استطلاع أجرته كلية الحقوق بجامعة ماركيت إلى أن هذه المجموعة تمثل 17% من الناخبين، في الوقت الذي تشير فيه أحدث استطلاعات الرأي من جامعة كوينيبياك، إلى فوز كينيدي بأغلبية بين أولئك الذين يكرهون بايدن وترامب.

ويلفت عدد من الناخبين الديمقراطيين إلى غضبهم من ترشح بايدن لما يرونه تراجعا حادا في قدرته الذهنية والعقلية بسبب شيخوخته، في حين هناك غضب بين فئة من المرشحين الجمهوريين الرافضين لترشح ترامب بعد توجيه أكثر من 90 اتهاما جنائيا له من محاكم فدرالية، ومحاكم ولايتي نيويورك وفلوريدا.

في الوقت ذاته، يبدو كينيدي -البالغ من العمر 70 عاما- شابا مقارنة ببايدن البالغ 81 سنة، وترامب البالغ 77 عاما.

ومع تقارب نتائج الانتخابات الأخيرة، ووجود هوامش انتصار صغيرة جدا بين 10 آلاف إلى 75 ألف ناخب في عديد من الولايات المتأرجحة مثل أريزونا وجورجيا وويسكونسن، ترتفع أهمية وخطوة وجود مرشح ثالث قوي يمكنه ترجيح كفة مرشح على آخر.

انتخابات غير مسبوقة

انتمى كينيدي طوال حياته للحزب الديمقراطي، وبعد رفض الحزب سعيه للترشح على بطاقته في أبريل/نيسان الماضي، غيّر انتماءه إلى مستقل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد اتفاق مؤسسات وقيادات الحزب على دعم انتخاب بايدن فقط.

وأطلقت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي حملة للهجوم على محاولة روبرت كينيدي جونيور الترشح للرئاسة لما يشكله من تهديد حقيقي لفرص إعادة انتخاب بايدن.

ويأتي هذا الهجوم في وقت أعلنت فيه حملة كينيدي أنها جمعت ما يكفي من التوقيعات لوضعه على ورقة الاقتراع في أغلب الولايات الأميركية.

وقال مات كوريدوني، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي، لشبكة إن بي سي: “نحن نواجه انتخابات غير مسبوقة ونعلم أن الحزب الجمهوري يعمل بالفعل على دعم مرشحي الأحزاب الثالثة مثل روبرت كينيدي جونيور لما في ذلك من دعم لحظوظ ترامب الانتخابية”.

وتشير تقديرات إلى أن كينيدي سيختار نائبه من بين مرشحين أساسيين وهما رياضيان شهيران، أولهما آرون رودجرز، لاعب شهير في كرة القدم الأميركية من ولاية ويسكونسن، وجيسي فينتورا، المصارع المحترف السابق، والذي سبق له شغل منصب حاكم ولاية مينيسوتا.

وأعلن كينيدي عن نيته الإفصاح عن اسم نائبه الذي سيكون معه على بطاقة الترشح في 26 مارس/آذار القادم. وقال في تغريدة على منصة إكس: “بفضل دعمكم، أصبحت هذه الحملة الآن أنجح حملة مستقلة منذ عقود. لقد أظهرنا معا أن الأميركيين قد سئموا حقا من النقد اللاذع والانقسام. يبحث الأميركيون عن زعيم قادر على رأب الانقسام”.

وأضاف: “الثلاثاء 26 مارس/آذار، في أوكلاند بكاليفورنيا، سأعلن عن الشريك الذي اخترته للمساعدة في قيادة أميركا نحو رؤية أكثر إشراقا للسلام والازدهار والوحدة، يشرفنا أن تنضم إلينا في هذا الإعلان التاريخي”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *