قالت صحيفة هآرتس إن ما قالته وزيرة البعثات الوطنية أوريت ستروك لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء يعكس ازدراء للحياة البشرية، ويشهد على المادة التي يتكون منها حزب الصهيونية الدينية والحكومة.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن قول الوزيرة دون خجل “إن الحكومة التي ترسل الجنود للحرب لإنقاذ 22 أو 33 شخصا ليس لها الحق في الوجود”، يظهر أن الحياة بالنسبة لستروك ليست أكثر من مجرد أرقام.
بل إن قضايا الحياة والموت ليست بالنسبة لستروك سوى مسألة خسارة وربح فيما يتعلق بأولئك الذين ظلوا يتعفنون منذ 7 أشهر في الأسر في قطاع غزة، وهذه مصلحتها بطبيعة الحال، حسب هآرتس.
وبالنسبة للوزيرة، فإن الكارثة الكبرى التي حلّت بإسرائيل منذ تأسيسها هي مجرد فرصة لتحقيق أحلام الترحيل والاحتلال وإعادة التوطين، ولم تظهر أي حساسية تجاه المحتجزين وعائلاتهم وجنود الجيش الإسرائيلي، الذين زعمت أنها تتحدث باسمهم، وفق هآرتس.
وقالت واصفة الصفقة المنتظرة إنها “صفقة متهورة تدير ظهرها لأهداف الحرب”، رغم أن إعادة المحتجزين أحد الهدفيْن المعلنين للحرب.
واعتبرت الصحيفة أن أهداف الحرب التي تسعى إليها ستروك وزميلاها الأيديولوجيان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وأمثالهم لا تتطابق مع أهداف الحرب التي طرحتها الحكومة، لأنهم ينظرون إلى الحرب على أنها فرصة لتحقيق أهداف تتعارض مع مصالح إسرائيل وشعبها.
وأساس رؤية ستروك وزملائها المسيحانيين والقوميين والعنصريين هو -حسب هآرتس- “القضاء التام” على العرب، إذ تحدث سموتريتش عن “محو ذكرى العماليق” وعلى استيطان اليهود في جميع أنحاء الأرض من النهر إلى البحر.
وخلصت الصحيفة إلى أن على المجتمع الإسرائيلي إذا كان يريد أن يعيش أن يعيد الناس من أمثال ستروك وسموتريتش وبن غفير إلى هامش المجتمع من حيث خرجوا، واصفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي نقلهم إلى مركز الصدارة، بأنه هو من تولى كبر هذه الخطيئة، وأنه باع روحه للمسيحانيين العنصريين المتعصبين مقابل السلطة.
وختمت هآرتس بأنه لا ينبغي قياس المحتجزين في قطاع غزة على أساس التكلفة والمنفعة، وأن الطريقة الوحيدة للتغلب على قوة من يحاولون تخريب الصفقة هي تفعيل المزيد من القوة الشعبية وزيادة الحضور الشعبي في الشوارع. فإما ستروك وأصدقاؤها وإما المحتجزون.