سلطت صحيفة هآرتس الضوء على إشعال نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيلي النار -الاثنين الماضي- في شاحنتين تحملان مساعدات إنسانية كان من المقرر تسليمها لسكان قطاع غزة عند معبر ترقوميا بالضفة الغربية، ونهبهم قافلة الشاحنات المرافقة لهما من دون أن يتحمل أحد أي مسؤولية كما جرت العادة في إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الشرطة والجيش تبادلا الاتهامات، مشيرة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (المسؤول عن الشرطة) يعارض علنا نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وإذا بدت الشرطة معادية لعائلات المحتجزين والمتظاهرين المناهضين للحكومة في شارع كابلان بتل أبيب -حسبما تقول الصحيفة- فلا ينبغي أن نتفاجأ إذا بدت ضعيفة في مواجهة اليمينيين المتطرفين الذين يعرقلون شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، وينهبون حمولتها، بل ويحرقون إحداها.
وأفادت هآرتس بأن نشطاء من جماعة “تساف 9” اليمينية المتطرفة هم المسؤولون عن عرقلة مرور شاحنات المساعدات، وأشارت إلى أن مؤيدي هذه الجماعة منعوا، الأسبوع الماضي، شاحنات المساعدات المتجهة من الأردن إلى غزة من المرور عبر بلدة متسبيه رامون الجنوبية لمدة 6 ساعات قبل أن تبعدهم الشرطة عن الطريق.
غض الطرف
وقال مسؤول أمني للصحيفة إن الشرطة “تغض الطرف عن الإخلال بالنظام من قبل الخارجين على القانون الذين يخربون ويحرقون المساعدات، وذلك بمساعدة معلومات داخلية عن حركة الشاحنات”.
وأضاف أن “هناك أناسا داخل قوات الشرطة يتجنبون التعامل مع مثل هذه الاضطرابات ومنعها، وعندما يفعلون ذلك يفعلونه بعدم اهتمام واضح. وهناك شعور بأنهم يحاولون إرضاء شخص معين في الحكومة”.
وخلصت الصحيفة إلى أن ضعف الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة أعضاء مجلس الوزراء اليمينيين المتطرفين يشجع الناشطين المتطرفين على تخريب عملية تسليم المساعدات الإنسانية، ومن ثم تقويض السياسة الإسرائيلية.
وهكذا تبدو الدولة مختلة في نظر الصحيفة، إذ ينسق المستوى السياسي مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ويقرر دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، فتقوم مؤسسة الدفاع بتنسيق الخطوة، لكن الشرطة لا تبدو قادرة على تأمين القافلة ومنع المتظاهرين اليمينيين من إعاقة تنفيذ سياسة إسرائيل، أو ربما هذه هي في الواقع سياسة إسرائيل الجديدة، حسب هآرتس.
وكان هذا الضعف سببا في توبيخ دبلوماسي لإسرائيل، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنه “من المثير للغضب الشديد أن يكون هناك أشخاص يهاجمون وينهبون هذه القوافل القادمة من الأردن المتجهة إلى غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية”، مؤكدا أن إدارة بايدن “تبحث في الأدوات” المتاحة لها للرد على ذلك.
وختمت الصحيفة بأن عجز إسرائيل عن ضمان مرور شاحنات المساعدات بأمان إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة يشكل دليلا آخر على عدم كفاءة الحكومة وزعيمها بنيامين نتنياهو، ويحط من شأن إسرائيل سياسيا وأخلاقيا.