نيويورك تايمز: وتيرة الموت بالقصف الإسرائيلي على غزة غير مسبوقة بالحروب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن عدد النساء والأطفال الذين استُشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغ في أقل من شهرين ضعف من قُتلوا في عامين بأوكرانيا.

وقالت في تقرير إن إسرائيل وصفت سقوط ضحايا في قطاع غزة بأنه “مؤسف” و “لا مفر منه” ويعد جزءا من الصراع، ضاربة مثالا بالخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة نفسها في العراق وسوريا.

وبعد تقييمها لطبيعة الصراعات السابقة والمقابلات التي أجرتها مع خبراء في مجالي الأسلحة وحصر الخسائر، وصفت الصحيفة الأميركية العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه مختلف.

ورغم أن أعداد القتلى في زمن الحرب لن تكون دقيقة أبدا، فإن الخبراء يقولون إنه حتى بقراءة متحفظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تظهر أن “وتيرة الموت” خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية ليس لها سوابق كثيرة في القرن الحالي.

ويؤكد هؤلاء الخبراء أن الناس يُقتلون في غزة بمعدلات فاقت في سرعتها أكثر اللحظات دموية التي حدثت في هجمات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان.

وتعتقد الصحيفة أن من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة لقتلى الحروب، لكن الخبراء في حصر ضحايا الحملة العسكرية في غزة فوجئوا بعدد من استشهدوا فيها -ومعظمهم من النساء والأطفال- والوتيرة السريعة التي حدث فيها ذلك.

ولا يقتصر الأمر على نطاق الضربات فحسب، إذ قالت إسرائيل إنها استهدفت أكثر من 15 ألف هدف قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير في الأيام الأخيرة، بل يتعلق أيضا بنوعية الأسلحة المستخدمة نفسها.

وأعرب بعض الخبراء عن دهشتهم حيال استخدام إسرائيل “المفرط” لأسلحة كبيرة جدا في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، من بينها قنابل أميركية الصنع بوزن 2000 رطل، والتي يمكن أن تسوي برجا سكنيا بالأرض، وفق تقرير الصحيفة.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مارك غارلاسكو، المستشار العسكري في منظمة باكس الهولندية للسلام ومحلل المعلومات الاستخباراتية السابق بوزارة الدفاع الأميركية، القول إن استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة “يفوق أي شيء رأيته في حياتي”.

وأوردت الصحيفة دليلا آخر على ذلك، ناقلة عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن القنبلة الجوية التي درجت القوات الأميركية على استخدامها في ضرب معظم الأهداف في المناطق الحضرية في العراق وسوريا -لا سيما في الموصل والرقة على التوالي- بلغ وزنها 500 رطل.

ومع أنه من الصعب حصر الخسائر في صفوف المدنيين -طبقا للصحيفة- إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن ما يقارب من 10 آلاف امرأة وطفل أُبلغ عن مقتلهم في غزة، وهو رقم “تقريبي ومتحفظ”.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي إحصائية خاصة به في هذا الصدد، لكنه اعترف بمقتل أطفال ونساء وعجائز في غزة.

أين المفر؟

وتقول المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأميركية، نيتا كراوفورد، إن أعداد النساء والأطفال الذين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب الحالية، بدأ يقترب من الــ12400 أي نفس عدد الذين قتلتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان.

وتستند هذه المقارنات -بحسب نيويورك تايمز- إلى آلاف الوفيات المنسوبة مباشرة إلى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مدى عقود في العراق وسوريا وأفغانستان.

وفي حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة “في فترة وجيزة من الزمن أعلى بكثير مما كان عليه في الصراعات الأخرى”، على حد قول المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون نيتا كروفورد.

ومما يجعل الأمور أكثر صعوبة على الفلسطينيين أن غزة ليست صغيرة من حيث المساحة فحسب، بل إن حدود القطاع مغلقة أيضا من قبل إسرائيل ومصر، مما لا يتيح للمدنيين سوى القليل من الأماكن الآمنة -إن وجدت- للفرار.

وأوضحت الصحيفة أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة، بما في ذلك نحو نصف المباني في شمال غزة.

وأضافت أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70% من جميع الوفيات المبلغ عنها في غزة، على الرغم من أن معظم المقاتلين هم من الرجال، وهي “إحصائية غير عادية”، كما قال ريك برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمكتب شرق البحر الأبيض المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري كبير “لم يُسمح له بمناقشة الأمر علنا”، القول إن ما يقارب من 90% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل في غزة خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، تعد من القنابل الموجهة عبر الأقمار الصناعية التي تزن 1000 إلى 2000 رطل.

وفي إحدى الحالات الموثقة، استخدمت إسرائيل ما لا يقل عن 2000 رطل خلال غارة جوية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جباليا، وهي منطقة مكتظة بالسكان شمال مدينة غزة مباشرة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *