نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرا كشفت فيه بعضا من تفاصيل الدور الذي لعبته دولة قطر في إطلاق سراح المحتجزتين الأميركيتين في غزة.
وقال الكتاب جيفري جيتلمان وآدم غولدمان وإدوارد وونغ وبن هابرد -في تقرير مشترك لهم- إنه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبعد ساعات قليلة من بدء حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هجومها على إسرائيل، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأثار قضية “الرهائن” معه، وفقا لاثنين من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية.
وبحسب الصحيفة، فقد كان أمل العديد من الدبلوماسيين هو أن تتمكن قطر من لعب دور الوسيط، وهذا بالضبط ما جرى.
وأوضح الكتاب أنه على مدار الأسبوعين التاليين تقريبا، أجرى بلينكن ومسؤولون أميركيون آخرون ونظراؤهم القطريون وممثلون من تركيا ومصر وفرنسا والعديد من الدول الأخرى محادثات دقيقة حول كيفية إخراج الأسرى. ولعبت قطر دورا كبيرا في إنجاح ذلك.
شكر القطريين
وكان أول ما فعله المسؤولون الأميركيون ليلة الجمعة، عندما أطلقت حماس سراح المحتجزتين، جوديث وناتالي رعنان، هو شكر القطريين.
وأشار التقرير إلى أن خبراء استخبارات يقولون إن حماس قامت على الأرجح بتقسيم الرهائن إلى مجموعات صغيرة، وفصلت الجنود الإسرائيليين عن المدنيين، مضيفين بأن عملية إنقاذ الأسرى الجنود محفوفة بالمخاطر وخطيرة للغاية في هذه اللحظة، مما يترك المسؤولين من مجموعة الدول يواصلون مفاوضاتهم بشكل محموم.
وأفاد الكتاب بأنه وفقا لعدد من المسؤولين فإن إسرائيل، رفضت التفاوض مع حماس، وبدلا من ذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بحشد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة على حدود غزة، استعدادا لما يوصف بأنه غزو واسع النطاق.
ونقل الكتاب عن الرئيس السابق لجهاز الشاباك يعقوب بيري أن إسرائيل ربما وافقت على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة صباح السبت في ضوء إطلاق سراح المحتجزتين ليلة الجمعة.
أسباب إنسانية
وأشار الكتاب إلى أن قادة حماس قالوا يوم الجمعة إنهم قرروا إطلاق سراح الأم وابنتها “لأسباب إنسانية”.
وأوضح الكُتاب أن المسؤولين الأميركيين ظلوا على اتصال وثيق مع القطريين طوال هذه الأزمة، حيث أمضى بلينكن بضع ساعات في قطر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خلال زيارته لـ7 دول في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أميركي إن المسؤولين القطريين أبلغوا بلينكن بالخطوات الملموسة التي يمكن أن يبدأ الأميركيون في اتخاذها لمحاولة إطلاق سراح المحتجزين.
وبحسب أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المفاوضات، فإن حماس وافقت، من حيث المبدأ، على إطلاق سراح جميع المحتجزين المدنيين إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على غزة.
الجنود الأسرى
وأكد الكتاب أن حماس أوضحت أنها لن تطلق سراح أي من الجنود الإسرائيليين إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال العديد من كبار المسؤولين إنه تم نقل ذلك إلى الإسرائيليين، لكن الإسرائيليين لم يوافقوا حتى الآن على النظر في أي من مقترحات حماس، منه وقف القصف، ولم تحدد إسرائيل أيضا عدد الجنود الإسرائيليين الذين تم أسرهم بالضبط.
وأوضح الكُتاب أن قطر تتمتع بسجل حافل في المساعدة في المواقف الصعبة مثل هذه، وهو الدور الذي منحها، نفوذا هائلا على الساحة الدولية.