يعد سيناريو اشتعال الجبهة الشمالية لدولة الاحتلال الإسرائيلي حاضرا منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية في غزة صباح السبت الماضي، وهو الأمر الذي أثار تفاعلا عبر منصات التواصل الاجتماعي مع احتمالية فتح حزب الله اللبناني جبهة مواجهة أخرى على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وحسب تقارير إعلامية، فإن ذلك السيناريو هو أحد أسباب توجه حاملة الطائرات الأميركية إلى شرق المتوسط، والذي جاء متزامنا مع إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية عن استعدادها لتنفذ خطة المسافة الآمنة لإخلاء مستوطنات الشمال وإجلاء سكان البلدات في المنطقة.
وكان مسلحون تسللوا عبر السياج الأمني في القطاع الغربي من الحدود مع لبنان، أمس الاثنين، واشتبكوا مع جنود إسرائيليين عند نقطتي عرب العرامشة وكيبوتس ادميت، وأعلن حينها إصابة 6 جنود إسرائيليين، لكن وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت مساء اليوم مقتل 3 منهم
إلا أن المتسللين من لبنان كانوا من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، والتي أعلنت مسؤوليتها عن العملية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه حيّد عددا ممن وصفهم بـ”الإرهابيين” المتسللين من لبنان، ولاحقا شنت إسرائيل غارات جوية داخل الأراضي اللبنانية المتاخمة للحدود.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه نقاطا تابعة لحزب الله، الذي أعلن مقتل 3 من عناصره في القصف، ورده بصواريخ وقذائف هاون، قال إنه استهدف بها ثكنتي برانيت وأفيفيم الإسرائيليتين وقيادة كتيبة تابعة للواء الغربي في الجيش الإسرائيلي ومركز قيادة فرقة الجليل الإسرائيلية.
الوقت المناسب
ورصد برنامج شبكات في حلقته بتاريخ (2023/10/10) التي بثت على منصات الجزيرة جانبا من تعليقات مغردين على إمكانية اشتعال جبهة الشمال ومشاركة حزب الله، حيث يرى صلاح عبد الباسط في تغريدته أن “هذا الوقت المناسب جدا لفتح جبهة لبنان، وكل الجبهات السورية والأردنية والضفة الغربية”.
وبينما رأى علي أن حزب الله “لو هجم بنفس توقيت الهجوم (يقصد هجوم المقاومة الفلسطينية) على الكيان الصهيوني لربما كانت مزارع شبعا الآن محررة”، وغردت منى علي “الاتفاق أن لا يتجاوز مزارع شبعا.. يعني في السيف سايد.. لا قلق”.
في حين كتب صادق “يوجد لا يقين إسرائيلي إزاء أداء حزب الله من التوتر الأخير، وحزب الله يتعمّد أن يوسّع مساحة اللايقين هذه لدى الإسرائيلي ليعمّق في داخله حالة التوتر والارتباك والتخبط والذعر. غموض الأداء هو جزء من الإستراتيجية الفعالة”.
وفي السياق، قالت قوة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) “نحن على اتصال مع الأطراف المعنية لحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق لمنع المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح”.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية فذكرت أن إسرائيل حذرت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من خلال مسؤولين في الحكومة الفرنسية، بأنه إذا تدخل فإنها ستستخدم القوة الكاملة للجيش الإسرائيلي بمشاركة القوات البحرية الأميركية، وقد تضرب النظام السوري بما في ذلك رئيسه بشار الأسد.