وبحسب الجيش الإسرائيلي، “نحن نستخدم النار طوال اليوم وفي الساعات القادمة في سوريا لإزالة التهديدات ضد إسرائيل. الفضاء الإيراني يضعف في المنطقة وينكسر المحور الشيعي، ونحن أمام حدث كبير ومثير. لقد برزت قوة إسلامية في سوريا، وعلينا أن نرى كيف ستتعامل”.
وأيا يكن الحال، فإن احتلال جبل الشيخ والسيطرة على المنطقة العازلة، وهو أمر تمت الموافقة عليه بالإجماع من قبل المجلس الوزاري السياسي الأمني، وتدمير كل القدرات السورية أمر ليس تدخلا في الشأن السوري، إذ إن الناطقين بلسان الجيش الإسرائيلي يشددون على أنه “لا يتدخل في الأحداث التي تجري في سوريا وسيواصل التحرك طالما لزم الأمر للحفاظ على المنطقة العازلة وحماية دولة إسرائيل ومواطنيها من عبور خط “ألفا” حيث تبدأ المنطقة الفاصلة المنزوعة السلاح”.
وبعيدا عن التكهنات والألاعيب اللفظية، فإن إسرائيل لم تخف يوما توقها للسيطرة على جبل الشيخ وأراض سورية تتيح لها تهديد دمشق، وهذا ما توفر لها الآن. وكثيرون في إسرائيل يقولون سرا وربما علنا كما ورد في “يديعوت أحرونوت”: “أننا بتنا على الجبل، وأن احتلال جبل الشيخ ومناطق أخرى مهم للدفاع عن الجولان الإسرائيلي، على طول الحدود في المنطقة العازلة في أراضي النظام السوري السابق، هي أكثر من مجرد ضم نقطة أو “صورة انتصار”، بل هو حدث إستراتيجي، يستغل واقعا أمنيا وسياسيا غير مسبوق منذ سنوات”.
حذرت افتتاحية “هآرتس” اليوم من اللعب بالنار في سوريا حيث كتبت “التفسير الذي أعطاه الجيش الإسرائيلي لدخول قواته إلى المنطقة العازلة التي على حدود سوريا والسيطرة على جبل الشيخ السوري في أعقاب سقوط نظام الأسد في سوريا هو أمني صرف”
لكن “نتنياهو هو الآخر تكبد عناء الإيضاح بشكل علني أن الجيش الإسرائيلي يدخل إلى المنطقة العازلة وإلى الجولان السوري لأهداف الدفاع، لأن “جنود سوريا تركوا مواقعهم”.
ومع ذلك سارع نتنياهو إلى منح نفسه “صورة نصر” في الحدود السورية، وفي سياق حديثه زرع بذور مشاكل للمستقبل، إذ أعلن “هذا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط”، وأنه مع سقوط نظام الأسد “سقطت حلقة مركزية في محور الشر الإيراني”، وكالمعتاد، نسب لنفسه الإنجاز “هذه نتيجة مباشرة للضربات التي أوقعناها على إيران وعلى حزب الله”، وشدد على أن سقوط النظام يخلق “فرصا جديدة، مهمة جدا لدولة إسرائيل”.
واعتبرت الافتتاحية أن استخدام ألفاظ من قبيل “تاريخي” و”فرص جديدة” هو استخدام متفجر وخطير، يغمز على أي حال كل أولئك الذين يحلمون بتوسيع أراضي إسرائيل.
وشددت على أنه “في 7 أكتوبر تعلمت دولة إسرائيل ثمن عدم الاكتراث والغرور. إسرائيل لا تحتاج لأن تستغل “فرصا جديدة” بل عليها أن تدافع عن نفسها ضد مخاطر جديدة. ويجمل برئيس وزراء مسؤول عن الكارثة الكبرى في تاريخ إسرائيل أن يتخلى عن “صور نصر” عابثة ويبدي تواضعا أكبر”.