يروى مدير الاتصالات في منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين، لويس بودوان لارمان، الذي غادر قطاع غزة يوم فاتح نوفمبر/تشرين الثاني بعد 3 أسابيع من الجحيم حسب وصفه، كيف فاجأته الأحداث وعاش 25 يوما متنقلا مثل كثير من الناس في منطقة “لا يوجد فيها مكان آمن”.
هكذا لخصت صحيفة ليبيراسيون بعض ما قاله لويس بودوان لارمان (29 عاما) في مؤتمر صحفي بباريس، في سياق التزامه “بواجب الشهادة” تجاه عائلته وزملائه وأصدقائه الذين بقوا في غزة، عندما استيقظ يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول على ضجيج إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل بواتر غير معهود، شكل بداية الأحداث الخطيرة التي عاشها بعد أسبوع من وصوله إلى قطاع غزة.
يقول مدير الاتصالات إن رئيس بعثته فهم على الفور أن شيئا خطيرا يحدث، وبالتالي لجأ الشاب مع عاملين آخرين في المجال الإنساني، إلى مقر منظمة أطباء بلا حدود في مدينة غزة شمال القطاع، و”منذ البداية، كان الأمر لا يطاق”، بسبب تواصل القصف، حيث كان “المنزل يهتز والنوافذ ترتعد”.
خان يونس فيها عشرات الآلاف من السكان، ولم يكن لديهم سوى 8 مراحيض وساعتين من الماء كل 12 ساعة، أما الحصول على الغذاء الأساسي، فأمر في غاية الصعوبة
وبعد 3 أيام، انتقلت المجموعة إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة، في بداية تجوال طويل، يشبه تجوال العديد من سكان غزة الذين أجبروا على التنقل بانتظام هربا من القصف، لينتقل أخيرا بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة، إلى مخيم مكتظ باللاجئين في خان يونس، ثم وصل إلى معبر رفح المغلق، حيث مكث أسبوعين قبل أن يعبر، وحيث لا يزال مئات الأجانب ومزدوجي الجنسية ينتظرون.
يقول لويس بودوان لارمان إن “خان يونس فيها عشرات الآلاف من السكان، ولم يكن لديهم سوى 8 مراحيض وساعتين من الماء كل 12 ساعة، أما الحصول على الغذاء الأساسي، فأمر في غاية الصعوبة”، وأضاف أن أشخاصا بقوا هناك أخبروه أن الوضع استمر في التدهور بعد رحيله، وعلق بالقول “لا أعرف كيف يمكننا أن نعيش في مثل هذه الظروف”، حيث يتزايد التوتر الناجم عن الحرمان والتزاحم على “القليل من الطحين”.
وختم مدير الاتصالات بأنه مستعد للعودة للعمل في فلسطين عندما يكون ذلك ممكنا، وبأنه متسمك “بواجب الشهادة” لأنهم يريدون أن يعرف العالم” ما يحدث في غزة، حيث قتل أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم 160 من الطواقم الصحية، حسب منظمة الصحة العالمية.