مقال بنيويورك تايمز: المستوطنون اليهود يجبرون المئات من فلسطينيي الضفة الغربية على ترك قراهم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ورد بمقال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن اعتداءات المستوطنين اليهود التي تزداد عنفا يوما بعد يوم على القرى في الضفة الغربية، أجبرت ما لا يقل عن 16 تجمعا سكانيا فلسطينيا، تضم أكثر من ألف شخص، على الفرار من منازلهم منذ هجوم مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد شن المستوطنون الإسرائيليون أكثر من 250 هجوما في الضفة الغربية. وحتى الآن، استشهد 200 فلسطيني، 8 منهم على يد المستوطنين والآخرون خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وفي المقال بالصحيفة الأميركية، روى علي عوض -وهو كاتب فلسطيني مقيم بالضفة الغربية- جانبا من معاناة عائلته وأهالي قريته طوبا جنوب مدينة الخليل ويقطنها 80 فلسطينيا.

الهجمات ازدادت كثافة

وقال إنهم ظلوا على مر السنين يعانون من هجمات المستوطنين الإسرائيليين المتكررة على قريتهم “لإجبارنا على مغادرة أرضنا”، مضيفا أن هذه الهجمات ازدادت كثافة منذ هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي، حتى أنه لم يعد يعرف إلى متى سيكون هو وبقية السكان قادرين على العيش فيها.

ودرج المستوطنون -تحت ستار الحرب الجارية على قطاع غزة– على اقتحام قرى الضفة الغربية، وتهديد الفلسطينيين، وهدم بيوتهم، واستهداف مصادر رزقهم.

واسترسل عوض في سرد الحوادث التي تعرض لها أهالي قريته والقرى المجاورة الأخرى، قائلا: “كان المستوطنون يداهمون المنازل ويضايقوننا بلا هوادة، وأحيانا عدة مرات في اليوم”.

وبعد أقل من أسبوع من الحرب، وفقا لمقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسيلم”، جاء مستوطن مسلح إلى قرية التواني في تلال جنوب الخليل، واقترب من مجموعة من الفلسطينيين العزل الذين كانوا يسيرون بعد صلاة الجمعة وأطلق النار عليهم، وأكد عوض ذلك في مقاله.

أجبروهم على رفع الأعلام الإسرائيلية

ونسب إلى قرويين القول إن المستوطنين هددوا بإطلاق النار على السكان إذا لم يخلوا منازلهم خلال 24 ساعة. وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أضرم المستوطنون النار في عدة منازل في خربة الصفاي، وهي قرية تبعد أقل من ميل إلى الشرق من طوبا.

وحكى الصحفي الفلسطيني أن أهالي قرية أم الخير المجاورة لقريته، أبلغوا نشطاء حقوق الإنسان أن مستوطنين مسلحين يرتدون الزي العسكري احتجزوا الناس هناك تحت تهديد السلاح وأجبروهم على إدانة حماس وتوعدوهم بالقتل إذا لم يرفعوا الأعلام الإسرائيلية في القرية.

ويوضح عوض أن الهجمات التي يتعرضون لها هي جزء من سلسلة طويلة من المحاولات لإجبارهم على مغادرة منازلهم، وأن التهديد لا يقتصر على المستوطنين فقط، بل حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أيضا التخلص منهم على مدى العقود الماضية.

وذكر عوض أن الجيش الإسرائيلي صنّف قريته، وقرى أخرى في منطقة مسافر يطا، على أنها أرض مخصصة للتدريبات العسكرية تسمى “ميدان الرماية 918”. ولفت إلى أن هناك وثيقة حكومية تشير إلى وجود نية لتهجير السكان الذين يعيشون هناك.

أساليب متعددة

وتابع بأن إسرائيل جربت مختلف الأساليب لإجبارهم على المغادرة، “بما في ذلك سن سياسات تمنعنا من بناء منازل في قريتنا وعدم السماح لنا بالارتباط بشبكة الكهرباء الرئيسية أو البنية التحتية للمياه”.

وأعرب عن اعتقاده بأن المستوطنين القاطنين بالقرب من قريته هم الذين طعنوا عمه، واعتدوا على أبناء عمومته بالحجارة، وأضرموا النار في مخزون علف يكفي قطعان أغنامهم لمدة عام.

وقال إن المحكمة العليا في إسرائيل أصدرت حكما العام الماضي يسمح للدولة بإجلاء حوالي 1200 فلسطيني من ديارهم، بمن فيهم سكان قريته.

وأردف بأنهم ظلوا صامدين في وجه الضغوط التي تمارس عليهم، ورفضوا التخلي عن أرضهم ونمط حياتهم. لكنه أضاف بنبرة حزينة، أن هجمات المستوطنين نالت في الأسابيع الأخيرة من عزيمتهم، و”لطالما شعرنا دوما أن تصرفات الجيش، بهدمه منازلنا، ومنعنا من حرية الحركة، كانت على ارتباط وثيق بمضايقات المستوطنين”.

المستوطنون والجيش كيان واحد

ومع بدء الحرب قبل أكثر من شهر، بدا وكأن المستوطنين والعسكر قد اندمجوا في كيان واحد. “فالمستوطنون الذين عرفنا من سنوات مضايقاتهم في قرانا، تحولوا فجأة إلى جنود في قوات الاحتياط أو فرق الأمن المدنية التابعة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير”.

ويبدو أن جنود الاحتياط الجدد في المنطقة -والكلام ما يزال للصحفي الفلسطيني- يتلقون الآن أوامرهم من جنود المستوطنين المحليين أو فرق الأمن، حيث يُسيِّرون دوريات مشتركة في القرى الفلسطينية.

وكشف كاتب المقال عن أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يعملون على تأجيج النيران. وفي الأسابيع الخمسة الأخيرة وحدها، اضطر سكان 5 قرى في تلال جنوب الخليل إلى حزم أمتعتهم والفرار من منازلهم.

وإذا لم يتغير الوضع، يقول عوض، إنه يخشى أن الدور المقبل سيكون على قريته طوبا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *