تباينت آراء محللي برنامج “غزة.. ماذا بعد” -في حلقته بتاريخ (2024/3/19)- حول نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لَي ذراع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واستغلاله انتقادات واشنطن المتصاعدة بحقه.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب، إن ما يحدث حاليا هو تفاوض بين إدارة بايدن ونتنياهو على ما هو مسموح وغير مسموح، كاشفا عن 3 مواضيع يتم التفاوض بشأنها، واعتبر الأمر بحد ذاته انتصارا لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأوضح أيوب، أن هناك توافقا تاما بين الجانبين حول مفاوضات إطلاق سراح الأسرى المحتجزين بغزة، خلال هدنة مؤقتة وليس وقفا دائما لإطلاق النار، إضافة إلى التصور الأميركي لترتيبات ما بعد الحرب حيث تريد واشنطن دورا للسلطة الفلسطينية أو أطرافا إقليمية بينما ترفض تل أبيب.
أما النقطة الثالثة -وهي الخلاف الأكبر بين الطرفين- تخص الجزء الفلسطيني ضمن ترتيبات إقليمية تريدها أميركا، في إطار إعادة مسار التطبيع العربي – الإسرائيلي بحيث يكون سياسيا للفلسطينيين وأمنيا لإسرائيل، بحسب أيوب.
بدوره، لا يعتقد المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس، أن نتنياهو نجح بلي ذراع واشنطن، مبينا أن الأخيرة غير سعيدة وتفضل وقفا دائما لإطلاق النار بغزة ولكنها تدرك عجزها عن تحقيق ذلك.
ولفت إلى أن المعضلة تكمن في أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عادتا إلى نقطة البداية وخطوطهما الحمراء، مشيرا إلى غياب التوافق بين واشنطن وتل أبيب حول اجتياح رفح.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن إستراتيجية بايدن بشأن إسرائيل “تتجه نحو الإخفاق”، وأن الرئيس الأميركي وجد نفسه بعد أكثر من 5 أشهر “متورطا بشدة في حرب لا يريدها”.
ما البديل لنتنياهو؟
وحول خيارات الولايات المتحدة، شدد الدكتور أيوب، على أن واشنطن تحاول الالتفاف على ما يجري من خلال التمييز بين إسرائيل كدولة احتلال وقوة استعمار استيطاني، وحكومة نتنياهو والضغط لاستبدالها.
لكنه رأى صعوبة ذلك لأن نتنياهو يمسك جيدا بخيوط اللعبة خاصة بعد انشقاق جدعون ساعر عن كتلة الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس واستغلاله هجوم وزيري الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد المؤسسة العسكرية.
وفي محاولة لقراءة السيناريو المتوقع لخلافة نتنياهو، قال أيوب، إنه لن يكون بمقدور أي قائد سياسي إسرائيلي سواء غانتس أو غيره، تشكيل حكومة سوى بائتلاف وغالبا مع الكتلة اليمينية بما فيها أحزاب اليهود المتشددين.
ويتفق لورانس مع الأكاديمي الفلسطيني في وجود تمييز في واشنطن بين نتنياهو ودعم إسرائيل، بينما يحاول بايدن إقناع اليهود بضرورة الضغط أكثر على إسرائيل، ويسعى أيضا لإرضاء العرب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويعتقد أن نتنياهو نجح في تحجيم دور غانتس إذ لم يعد ورقة أميركية مغرية، لكنه في الوقت عينه شدد على أن الأخير لا يزال يتفوق في استطلاعات الرأي، موضحا أن أكبر خطأ ترتكبه أميركا هو محاولة إقناع إسرائيل بحل الوضع بدلا من فرضه عليها.
ونبه إلى ضرورة تغيير السياسة الأميركية مع حكومة فلسطينية جديدة وأخرى إسرائيلية ستفرزها الانتخابات المقبلة، مع تأكيده أن الولايات المتحدة بحاجة للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية القائمة والمؤسسة العسكرية، رغم أن حكومة نتنياهو -بحسب بايدن- تفعل عكس ما تحتاجه إسرائيل، وكل ما تقوم به خطأ.
وأشار إلى أن نتنياهو يخسر الدعم الأميركي يوميا، حيث يُنتقد بأريحية في مجلس الشيوخ وهو أكثر المسؤولين الإسرائيليين تعرضا تاريخيا للانتقادات في واشنطن، معتقدا أن بايدن سيستمر بالتصعيد ويحاول إقناع اليهود والإسرائيليين بضرورة عدم الدخول لرفح وإنهاء الأزمة الإنسانية.