اتهم مسؤول فلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل بالتصرف كـ”عصابة” جراء ممارساتها التنكيلية والانتقامية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة للمنظمة قدورة فارس، قال في حوار مع الأناضول، إن إجراءات الاحتلال في التنكيل بالأسرى داخل السجون، لا دخل لها بحالة الحرب ولا علاقة لها بالأمن، هي فقط للانتقام الذي كان وما زال سيد الموقف.
وأشار إلى أن إسرائيل ومنذ معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تنتهج سياسة تجويع الأسرى، ومصادرة المقتنيات والأغطية والفرشات والوسائد.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة، اعتقل خلالها نحو 3 آلاف فلسطيني، يضافون إلى أكثر من 5 آلاف معتقل قبل ذلك التاريخ، بحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
ويتزامن ذلك مع الحرب المدمرة والمستمرة على قطاع غزة، والتي خلّفت أكثر من 13 ألفا و300 شهيد، بينهم أكثر من 5600 طفل، و3550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
اعتداءات جسدية
ولفت فارس إلى أن “الأخطر” هو الاعتداء الجسدي على الأسرى، بحيث يتعرضون للضرب بالهراوات من قبل نحو 10 سجانين على كل أنحاء الجسد، غير آبهين بوضعهم الصحي أو أعمارهم.
وأضاف أن السجانين لديهم ضوء أخضر بالتنكيل بالأسرى، وإذا ما قتل أحدهم لن يتعرض أي سجان للمساءلة والتحقيق والمحاسبة.
وأردف “الحكومة الإسرائيلية أطلقت يد الوحدات الخاصة بالسجون الذين يدخلون الأقسام بسلاحهم الرشاش لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة”.
ولفت قدورة إلى أن الأسرى تولد لديهم شعور أنهم يستدرجون لمواجهة جماعية حتى يكون مسوغا لإطلاق النار وقتلهم.
وأشار إلى أن 6 أسرى قتلوا بسجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر، مؤكدا أن كل هذه الانتهاكات تدل على أنه يجب إسقاط صفة الدولة عن إسرائيل ومؤسساتها كونهم يتصرفون كمجموعة من العصابات.
سياسات عقابية
ولفت فارس إلى أن غرف الأسرى تكتظ بالمعتقلين دون فرشات وأغطية، منهم من ينام على الأرض مع دخول فصل الشتاء.
وأوضح أن كل غرفة تضم نحو 10 أسرى بينما سعتها 6 أشخاص، يقدم لهم طعام يكاد لا يكفي اثنين فقط، مشيرا إلى أن غالبية الأسرى فقدوا 5 إلى 10 كيلوغرامات من أوزانهم منذ 7 أكتوبر، ويمنعون من حلاقة شعر رؤوسهم أو ذقونهم.
وذكر أن أي أسير يعترض على أمر ما يجري عزله والاعتداء عليه بالضرب المبرح، مضيفا “هناك أسرى أصيبوا بكسور وجروح ولم يقدم أي علاج لهم، بينهم من هو بحاجة إلى 15 غرزة لم يُعطَ مسكنا أو مطهر جروح”.
ومن السياسات العقابية بحسب فارس، قيام مصلحة السجون بمصادرة كل مقتنيات الأسرى وكتبهم وصورهم وذكرياتهم وإلقائها في المزابل.
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي مرات عديدة مقاطع تظهر تعامل السلطات الإسرائيلية مع الأسرى بالضرب والإهانة وتجريدهم من الملابس، وعن ذلك يقول فارس “هذا توثيق الجنود أنفسهم، وكلها تم جمعها وتسليمها للجهات الدولية وسفراء وقناصل، من أجل فضح ممارسات إسرائيل ووقف تلك الانتهاكات”.
صمت دولي
وعن موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر قال المسؤول الفلسطيني إن “صمت اللجنة الدولية يزعجنا”.
وأضاف “لقد قلنا لهم بما أن إسرائيل تمنعكم من القيام بدوركم عليكم التحدث وإصدار بيان يوضح من يمنعكم، أو أن تغادروا وتعلنوا أنه لا حاجة لوجودكم كون إسرائيل تمنعكم من القيام بمهمتكم”.
وشدد على أن إصدار بيان توضيحي من الصليب الأحمر قد يستجلب الرأي العام الدولي ويشكل ضغطا على إسرائيل، لكن اللجنة الدولية تبقى صامتة حتى الآن.
وعن أسرى قطاع غزة يقول فارس إن “إسرائيل تبقي الموضوع طي الكتمان فلا معلومات بشأنه، وهذا تصرف العصابة وقد تكون لديها نوايا مبيتة كأن يتعرض أسرى غزة إلى تحقيق قاس ثم قتلهم والادعاء أنهم قتلوا في ساحة المعركة وتحفظوا على جثامينهم”.
وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي بالإلحاح لمعرفة مصير أسرى قطاع غزة.
وأشار إلى أن المعلومات التي رشحت لديه بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل ستشمل وقف إسرائيل لكل الانتهاكات بحق الأسرى.
وقال “من المفترض أن تفرج إسرائيل عن الأسرى الأطفال والأسيرات ووقف أشكال القمع التي يتعرض لها المعتقلون”.
وكانت السلطات الإسرائيلية شددت ظروف اعتقال الفلسطينيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب انطلاق عملية “طوفان الأقصى” على مستوطنات غلاف غزة وشن إسرائيل حربا على القطاع دمرت خلالها أحياء فوق ساكنيها وخلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.