تطرق مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقا إلى الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران وسلوك طهران المنتظر، في حين طالب آخرون بضرورة إضعاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله بشكل كبير.
وقال إيشل أرموني، وهو رئيس شعبة الاستخبارات والمهام الخاصة في الموساد سابقا، إن إيران هي الند الأساسي لإسرائيل، متوقعا ذهاب تل أبيب إلى “سنوات من الحرب في مواجهة ما وصفه بـ(الجهاد)”.
ورجح قائد الدفاعات الجوية بالجيش الإسرائيلي سابقا تسفيكا حاييموفيتش أن يكون الرد الإيراني على هجوم إسرائيل المتوقع “مختلفا في الأسلوب والتوقيت”.
وقال حاييموفيتش إن هجوم إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري كان مختلفا وبشكل جوهري عن هجوم 14 أبريل/نيسان الماضي.
وكانت إيران قد أطلقت في مطلع الشهر الجاري حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، وقالت إن ذلك رد على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت.
ويعتقد حاييموفيتش أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي سيكون “خلال وقت قريب جدا”، قائلا إن “الإيرانيين في سلاح الجو والدفاعات الجوية مستعدون لمثل هذا السيناريو”.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الخميس، عن 4 مسؤولين إيرانيين، قولهم إن رد طهران ومستوى قوته يعتمد على ما ستقوم به إسرائيل، إذ قد تطلق ما يصل إلى ألف صاروخ باليستي على إسرائيل في حال استهدفت منشآتها النفطية والنووية.
في الجهة المقابلة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن الخطط العسكرية للهجوم على إيران نالت موافقة رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت، في حين أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن تل أبيب يبدو أنها وصلت إلى ذروة استعداداتها للهجوم على إيران.
تطورات غزة ولبنان
وقلل يسرائيل زيف، وهو رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا، من عمليات الجيش في شمال قطاع غزة “ما لم تفضِ إلى عودة المخطوفين (الأسرى)”.
وقال زيف “بدون ذلك لن يتم إغلاق الحساب على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وبدا المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق غير مقتنع بسياسة الجيش في شمال القطاع القائمة على الضغط عسكريا على السكان المحليين “كي يضغطوا على حماس لإجبارها على إبرام صفقة تبادل”.
ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة في محافظة شمال القطاع، وأطبق حصاره على منطقة جباليا.
ومنع جيش الاحتلال الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.
وفي موضوع متصل، طالب دفير كريب، وهو مسؤول كبير في الشاباك سابقا، بإضعاف حماس وحزب الله بشكل كبير وسريع، وقال “يجب أن يصبح جنوب لبنان شبيها بغزة، وندمر هناك قرى كاملة”.
وأضاف كريب أن إسرائيل “لا تعرف كيف تخوض حروبا طويلة”، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي قائم على قوات الاحتياط، “ولن نتمكن من الصمود بهذا الوضع وقتا طويلا”.
وعن مدة العملية البرية الإسرائيلية بجنوب لبنان، قال روعي شارون محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان 11” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) يجدون دائما المزيد من الذرائع، وقارن ذلك بما فعله وزير الدفاع أرييل شارون عندما اجتاح لبنان عام 1982.
ويعتقد المحلل العسكري أنه بات لزاما التوصل لاتفاق على الجبهة الشمالية، مضيفا “إن لم يعمل المستوى السياسي فإلإنجازات ستذهب سدى”.