كشفت القوات الإسرائيلية التي دخلت قطاع غزة أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمثل بحكم الواقع جيشا، مشيرة إلى وجود تسلسل هرمي عسكري واضح لدى قواتها يتضمن كتيبات للتدريب ومدرسة لتدريب الضباط وقائمة القادة المحتملين للمستقبل، وذلك حسبما جاء في تحليل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وذكر الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون في بداية تحليله ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الفريق أفيف كوخافي في أحد خطاباته بعيد تقاعده، حين وصف كلا من “حماس” وحزب الله اللبناني بأنهما “جيشان وليسا منظمتين”.
جيشان بكل معنى الكلمة
ومنذ أن كان قائدا لفرقة غزة عام 2006 عندما أسرت حماس آنذاك الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قاعدته الحدودية، وحتى دوره كرئيس لمديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لاحظ كوخافي القوة العسكرية المتزايدة لحماس وحزب الله وما حدث لهما من تطور قبل أن يتحولا إلى جيشين “بكل ما في الكلمة من معنى”، وفق تعبيره.
وأظهرت الحرب المتواصلة على غزة أن كوخافي، الذي سلط الضوء على فجوات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، كان محقا في تقييمه، حيث واجه الجيش الإسرائيلي، بدلا من التعامل مع “خلايا حرب العصابات المتناثرة”، فصائل وكتائب وفرقا كانت منظمة جيدا ومدربة، وذات تسلسل هرمي عسكري واضح.
وقبل أسبوعين فقط -كما يقول المحلل العسكري- أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك أنهما قتلا ما وصفته بقائد لواء الشجاعية الذي كان مسؤولا عن تدريب وحدات الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس في فرقة مدينة غزة.
ووفق المحلل، فإن القوات الإسرائيلية اكتشفت في منزل القائد بالقسام في بيت حانون قائمة تضم العشرات من جنوده، ولكل منهم أدوار محددة تم منحها لهم أثناء تدريبهم، من القناصين إلى المقاتلين، وجنود الهندسة القتالية، وحتى مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات.
كتيبات تدريب مفصلة
وقد سجل القائد ملاحظاته، مسلطا الضوء على الأفراد البارزين الذين أظهروا إمكانات، وأوصى بتسجيلهم في دورات تدريب الضباط، على غرار تلك التي تجري في كتائب تدريب الجيش النظامي.
وجاء هذا الكشف بعد أن عُرف أن وحدة حماس “الجوية” أنتجت عشرات المسيرات المصممة لتكون نسخة طبق الأصل من المسيرات الإسرائيلية التي سقطت داخل القطاع في السنوات الأخيرة، وهذا يوضح بجلاء، إلى جانب اكتشاف مدرسة ضباط حماس قرب جباليا، “تحول المنظمة إلى جيش”، كما يقول الكاتب.
وفي القطاع أيضا، عثر جنود الجيش الإسرائيلي على كتيبات تعليمية لمشغلي الصواريخ المضادة للدبابات التابعين لحماس، وهي توفر تعليمات حول نقاط محددة لاستهداف الدبابات ونقاط ضعفها وكيفية توجيه قاذفات صواريخ آر بي جي، مما جعل الجيش الإسرائيلي يتصرف مؤخرا بناءً على هذه المعلومات، ويتخذ إجراءات لحماية نقاط الضعف في المركبات المدرعة.
ويفصّل دليل التدريب بشكل موسع إجراءات الصيانة لمختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك المركبات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، ويشرح الأعطال الأكثر شيوعا في مختلف الأسلحة النارية، كما يسرد أسماء فرق وألوية الجيش الإسرائيلي ويحدد أغراضها العملياتية.