مجازر مستمرة في غزة.. هل حقا نحن مستعدون للعيش بدون الأمم المتحدة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

في ظل استمرار المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة المحاصر دون أن تستطيع الأمم المتحدة ردعها ازدادت التساؤلات بشأن جدوى وجود هذه المنظمة الدولية التي تُتهم الدول الخمس دائمة العضوية بالسيطرة عليها منذ تأسيسها.

تشكيك جعل الخبير في شؤون الأمم المتحدة رودريغو أغيلار بينينيوس يسارع لنشر مقال له في مجلة نيوزويك الأميركية يقول فيه إن مناقشة البعض جدوى وجود الأمم المتحدة تدفع إلى التساؤل: هل حقا بالإمكان العيش بدونها؟

وتنامت الاتهامات للولايات المتحدة الأميركية والأنظمة الغربية بدعم إسرائيل في تنفيذ مجازرها، حيث لا تزال واشنطن ترفض حتى الآن الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، وتشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما تبدو الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ أي قرار لإنهاء الأزمة.

تغير المناخ

وقال أغيلار إنه محظوظ لكونه شهد التأثير الهادف للمنظمة في مختلف المجالات الحاسمة، بدءا من معالجة تغير المناخ وضمان الأمن الغذائي إلى تعزيز السلام والمساواة بين الجنسين والتنمية الاقتصادية، حيث تلعب وكالات وبرامج الأمم المتحدة المختلفة دورا حاسما في خلق عالم أفضل للجميع.

وأوضح الكاتب أن الأمم المتحدة تتولى زمام المبادرة في التصدي للتحدي العالمي المرتبط بالمناخ، حيث يعمل اتفاق باريس التاريخي لعام 2015 كإطار شامل لمكافحة تغير المناخ.

وإلى جانب ذلك، ذكر أغيلار أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حقق في 2022 إنجازا ملحوظا من خلال تقديم 4.8 مليارات دولار لدعم البلدان في جميع أنحاء العالم.

وأكد أن الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق بالغ آخر يرتبط بتغير المناخ، حيث يعاني ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الجوع وسوء التغذية، وتعمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرامجها لمعالجة هذه القضية.

وأضاف أن التزام الأمم المتحدة بالأمن العالمي له أهمية قصوى في عالم يواجه العديد من الصراعات والأزمات، حيث تلعب بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دورا محوريا في الحفاظ على السلام والأمن في المناطق التي شابتها الصراعات، على حد زعمه.

وأشار الكاتب إلى أن الأمم لعبت دورا مهما في تعزيز المساواة بين الجنسين وسعت إلى النهوض بحقوق النساء والفتيات.

مجازر غزة

وكان لافتا ألا يتحدث الخبير بشؤون الأمم المتحدة في مقاله بنيوزويك عن القصف الإسرائيلي المستمر على غزة على الرغم من استمرار المجازر اليومية التي تنفذها إسرائيل في القطاع المحاصر.

وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة نفسه أنطونيو غوتيريش قبل أسبوعين -في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بخصوص التطورات في فلسطين المحتلة- إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة، وقال إن هجمات المقاومة الفلسطينية لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة.

وتابع غوتيريش وقتها “من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة”، مضيفا “من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة وتسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون وتسهيل الإفراج عن الرهائن أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا”.

وأعرب عن “قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة”، مبينا “لنكن واضحين، كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي”.

انتقادات لاذعة

تصريحات غوتيريش جلبت له انتقادات لاذعة من طرف مسؤولين إسرائيليين ومؤيدي الاحتلال، حيث ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اجتماعا معه عقب التصريح، كما اتهمه بأنه “ليس مؤهلا” لقيادة المنظمة الدولية، داعيا إياه إلى الاستقالة فورا.

وأكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان أن خطاب غوتيريش “أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمين العام منفصل تماما عن الواقع في منطقتنا”.

في المقابل، حظيت تصريحات غوتيريش بإشادة رواد شبكات التواصل رغم أنها أتت متأخرة بحسب قولهم، في وقت طالب فيه آخرون الحكام العرب بموقف يكون مشابها لموقفه تجاه ما يحدث لأهالي قطاع غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *