متظاهرون ضد إسرائيل في واشنطن لبايدن: انتظرنا في نوفمبر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

واشنطن – تظاهر الآلاف في العاصمة الأميركية للاحتجاج على دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل وعدوانها العسكري المستمر على قطاع غزة. وقدرت بعض المصادر عدد المشاركين بما يزيد عن مئة ألف شخص، مما يجعلها الأضخم في تاريخ المظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني في واشنطن.

واكتست الشوارع المؤدية إلى ساحة الحرية، المجاورة للبيت الأبيض في جادة بنسلفانيا، بالآلاف من الأعلام الفلسطينية، وارتدى الآلاف الكوفيات الفلسطينية المميزة.

وحمل المتظاهرون لافتات تحمل رسائل من أهمها أن العدوان على غزة سيكون عاملا هاما في محاولة إعادة انتخاب بايدن. وجاء في اللافتات عبارات منها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا المذبحة” و”بايدن يخوننا” و”بايدن مجرم حرب” و”في نوفمبر سنتذكر”، مما يعكس نية الكثير من الناخبين العرب والمسلمين عدم التصويت للرئيس بايدن في انتخابات 2024 الرئاسية.

ودعم التجمعَ ائتلافٌ واسع بما في ذلك الجماعات الحقوقية الداعمة للفلسطينيين، والمدافعون المناهضون للحرب والمناخ، والمنظمات اليهودية المناهضة للصهيونية، ومجموعات حقوق السكان الأصليين، ومنظمات العدالة العرقية.

وفي حديث للجزيرة نت، قال أحمد شلبي، الأميركي ذو الأصول المصرية، إنه سيصوت لصالح “شخص لن يكون دمية للحكومة الإسرائيلية. لن أصوت لبايدن، ولن أعطي صوتي لترامب”.

في حين قالت السيدة رجاء العزاوي، وهي أميركية ذات أصول مغربية، إنها جاءت من ولاية نيوجيرسي للمشاركة في المظاهرة. وأكدت أنها لن تصوت لبايدن بعدما صوتت له عام 2020 معتقدة “أنه يمثلني ويمثل المسلمين بعد خبرة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب السيئة، لكن بايدن أظهر وجهه الحقيقي، لذلك لن أصوت له، ولن يصوت له أي من المسلمين من حولي”.

غضب ووعيد

وكان الرئيس بايدن هدفا لغضب الكثير من الحشود أثناء سير المتظاهرين إلى البيت الأبيض، إلا أنه كان في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، ولم يعلق على الاحتجاجات.

وفي حوار قصير مع الصحفيين لدى مغادرته كنيسة سانت إدموند الكاثوليكية ظهر أمس السبت، أشار الرئيس الأميركي إلى أن هناك بعض التحركات إلى الأمام في الجهود الأميركية لإقناع إسرائيل بالموافقة على هدنة إنسانية، وأجاب “نعم” عندما سئل عما إذا كان هناك تقدم.

وبدأت المظاهرة الاحتجاجية في الثانية عصرا بتوقيت واشنطن في “ساحة الحرية” من على منصتها الرئيسية التي شهدت كلمات لعدد من قادة الفلسطينيين والعرب والمسلمين الأميركيين.

وعلى المنصة وخارجها، أعرب الكثير عن غضبهم من الرئيس بايدن، وهددوا بمعارضته عندما يترشح لإعادة انتخابه العام المقبل. ودوت صيحات الاستهجان في كل مرة يتم فيها ذكر اسم بايدن.

وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، كبرى منظمات المسلمين الأميركيين، للمتظاهرين “الآن نحن نفهم اللغة التي يفهمها بايدن وحزبه، اللغة التي يفهمونها هي لغة التصويت في عام 2024. لا وقف لإطلاق النار، لا تصويت، وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، نتذكر! في نوفمبر، نتذكر!”. وكررت الحشود بحماس “لا وقف لإطلاق النار.. لا تصويت”.

وأضاف عوض “لا أصوات في ميشيغان، لا أصوات في أريزونا، لا أصوات في جورجيا، لا أصوات في نيفادا، لا أصوات في ويسكونسن، لا أصوات في بنسلفانيا، لا أصوات في أوهايو”، في إشارة إلى الولايات المتأرجحة التي يمكن أن يحدد نمط تصويت الناخبين المسلمين فيها هوية الرئيس الأميركي القادم.

لا تواطؤ بعد الآن

وخاطب الناشط والكاتب الفلسطيني محمد الكرد المتظاهرين، داعيا إياهم إلى التفكير في “حياة شهدائنا ومظالمهم، والأهم من ذلك كله أن تفكروا في الخوف الذي شعروا به عندما حلقت الطائرات الحربية فوق رؤوسهم”.

كما صعد مغني الراب الشهير ماكلمور إلى المنصة الرئيسية، وقال “لا أعرف كل شيء عن هذا النزاع وتاريخه المعقد، لكنني أعرف ما يكفي أن ما يحدث هو إبادة جماعية. لقد تعلمنا أن نكون متواطئين فقط، وأن نحمي وظائفنا، وأن نحمي مصالحنا. وأنا لن أفعل ذلك بعد الآن، لست خائفا من قول الحقيقة”.

ومنذ الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي، تبنى بايدن الموقف الإسرائيلي، ورفض أن يطالب بوقف القتال، بل اعتبر أن من مسؤولية إسرائيل الرد على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبعد استشهاد ما يقترب من 10 آلاف فلسطيني، دعا بايدن إلى “هدنة إنسانية”، ولكن ليس وقف إطلاق النار.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *