حمل نعي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار رسائل مفادها أنها لن تحيد عن طريق الرجل سياسيا وعسكريا، وفق محللين سياسيين.
ويقول الباحث بالشأن السياسي سعيد زياد إن كلمة رئيس حماس في غزة خليل الحية وبيان القسام لنعي السنوار يؤكد أن “لا تنازل على المستويين السياسي والعسكري، ولا يمكن لحماس أن تحيد عما خطه السنوار بدمه”.
ويعتقد زياد أن استشهاد السنوار “لن يؤثر على الشكل القتالي في الميدان” وأرجع ذلك إلى أن المقاومة تحولت إلى حرب عصابات واستنزاف.
وجدد الحية -في كلمته- التأكيد على خطوط حماس الحمراء للمضي نحو إبرام صفقة تبادل أسرى، وقال إن أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة، والانسحاب الكامل منها، وخروج الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأكد رئيس حماس في غزة أن استشهاد السنوار ومن سبقه من القادة لن يزيد الحركة إلا قوة وصلابة، كما أن “العدو واهم إن ظن أن جذوة المقاومة ستخمد أو ستتراجع باغتيال قادتها”.
وكان جيش الاحتلال أكد أمس الخميس أن السنوار، الذي تعدّه إسرائيل مهندس “طوفان الأقصى” على مستوطنات وقواعد غلاف غزة، قُتل الأربعاء بحي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع.
ووفق الباحث السياسي، أراد الحية القول إنه “لو قطعتمونا قطعا لن نتخلى عن هذه الخطوط الحمراء” مضيفا أن “حماس تبني جدارا راسخا”.
وأعرب عن قناعته أن “إسرائيل تعقد المشهد أكثر” باغتيالها قادة حماس السياسيين خلال الحرب مثل إسماعيل هنية وصالح العاروري.
بدورها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إن “مسيرة جهادنا لن تتوقف حتى تحرير فلسطين وطرد آخر صهيوني منها واستعادة كامل حقوقنا المشروعة”.
وأبدت القسام، في نعيها للسنوار، فخرها أن تقدم حماس القادة قبل الجند، مؤكدة أنها دخلت مع فصائل المقاومة “معركة طوفان الأقصى الكبرى والفاصلة مدركين أن ثمن التحرير غالٍ جدا”.
ماذا بعد السنوار؟
بدوره، يعتقد الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن حماس سوف تستمر بالقتال، ولن يؤثر مقتل السنوار على العمليات العسكرية في الميدان وعلى تنظيمها.
وتريد حماس دخول مرحلة ما بعد السنوار -وفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية- بعرض شروط تدل على أنها لا تزال ثابتة وقوية وليست في موقف ضعيف.
لكن المتحدث يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقبل بذلك، وسينتقل لمرحلة ثانية من تعطيل صفقة تبادل الأسرى.
ويبين أن إسرائيل فضلت بالمرحلة الأولى الانتصار العسكري على فكرة استعادة أسراها، في حين سيعمد نتنياهو في المرحلة الثانية على ربط التوصل لوقف القتال وتبادل الأسرى بما يسمونه اليوم التالي لغزة.
ومن جهة نظره، يعتقد مصطفى أن مشروع إسرائيل بقطاع غزة يهدف إلى العودة بالأوضاع إلى ما قبل الانسحاب الكامل عام 2005، مبينا أنها تريد حكما مدنيا “يخلو من أي بعد وطني وسياسي فلسطيني”.