ما الذي يدفع الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

طهران- تترقب إيران انتخابات رئاسية استثنائية في 28 يونيو/حزيران الجاري، بعد الرحيل المفاجئ للرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم المروحية، التي كانت تقله شمالي غربي البلاد، وبعد أن شهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي فاز بها رئيسي عام 2021، أقل نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية، ثمة توقعات بأن تشهد الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة أكثر.

وبحسب استطلاعات الرأي المتعددة التي نشرت في الأيام القليلة الماضية، فإن حضور مرشح من التيار الإصلاحي قد يزيد نسبة المشاركة، حيث كان هذا ما تفتقده الانتخابات السابقة، ويبدو أن التيار الراغب بالتغيير أو الإصلاح قد أيقن أن المقاطعة غير مجدية، وقرر العودة لصناديق الاقتراع.

وفي حين يشارك التيار الإصلاحي بمرشح واحد وهو مسعود بزشكيان، يشارك الطيف الأصولي بـ5 مرشحين لكن بمقاربات مختلفة، وهم محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومصطفى بور محمدي.

أولوية الشأن الداخلي

لطالما كانت مسألة مشاركة الشعب في الانتخابات أحد جوانب الاهتمام الرئيسية في كل انتخابات، ويرى أستاذ العلاقات الدولية مصطفى نجفي أن المشاركة الشعبية ترتبط إلى حد ما بشرعية النظام السياسي، وقال “هذه الأولوية جعلتنا نشهد انتخابات حماسية في إيران خلال العقود الأربعة الماضية، وهو ما لا نشهده في كثير من دول العالم”.

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن إجراء الانتخابات الرئاسية الـ14 ستكون في غضون 50 يوما، لذلك لا توجد هناك فرصة كافية لخلق أجواء انتخابية مواتية في إيران، بينما في الانتخابات الرئاسية السابقة بدأت الأنشطة الانتخابية قبل عام على الأقل، وتم تمهيد الطريق لمزيد من مشاركة الشعب في الانتخابات، وتوقع نجفي أن نسبة المشاركة ستكون بين 50 و60 في المئة.

وحول سلوك الناخبين الإيرانيين، قال نجفي إن المجتمع الإيراني تعددي ذو وجهات نظر ومطالب متنوعة، “ومن الطبيعي أن تتنوع اهتماماته وأولوياته ومطالبه، ومع ذلك، في كل انتخابات، كان النمط السلوكي للناخبين الإيرانيين مصحوبا بتغييرات”.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن الشعب الإيراني تهمه قضيتان أكثر من غيرهما في هذه الانتخابات، الأولى هي من يستطيع الحد من المشاكل المعيشية والاقتصادية وتحسينها؟ والأخرى متعلقة بالقضايا الاجتماعية مثل الحجاب والإنترنت وما إلى ذلك، مؤكدا أن أي مرشح يستطيع تمثيل مطالب الناخبين بشكل أفضل يمكنه توسيع محفظة ناخبيه.

وعلى عكس الجولات الماضية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لم تعد مسألة السياسة الخارجية على رأس الأولويات، ولا يعيرها المرشحون أو الناخبون اهتماما كبيرا في حملاتهم الانتخابية، خاصة القضية النووية، بحسب قراءة نجفي.

وفي سياق توقعات نتيجة الانتخابات، رأى نجفي أن المنافسة في الانتخابات الرئاسية الآن وصلت إلى مرحلة حرجة، ولا يمكن الحديث على وجه اليقين عن فوز أحد المرشحين، “لكن يبدو أننا سنشهد منافسة ثلاثية الأقطاب بين قاليباف وبزشكيان وجليلي”.

وأوضح أن قاليباف يحتل المركز الأول، حتى الآن، في استطلاعات الرأي، كما حقق بزشكيان قفزة كبيرة في الاستطلاعات، بينما تمكن جليلي من الحفاظ على مكانته في المنافسة، لكنه أشار أيضا إلى أهمية المناظرات التلفزيونية، وقال إنها يمكن أن تلعب دورا حاسما في اختيار رئيس إيران المستقبلي.

انتخابات استثنائية

ويتفق الخبير السياسي برديا عطاران على وجود رغبة بالمشاركة لدى الشعب الإيراني في الانتخابات المرتقبة أكثر من سابقاتها، وتوقع أن تكون نسبة المشاركة أكثر من انتخابات عام 2021، لكن أقل من انتخابات عام 2017.

وعدّ في حديثه للجزيرة نت الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة المشاركة، وأبرزها قضايا دولية مثل الملف النووي، الذي يقترب من مرحلة الانطفاء، وزيادة عائدات النقد الأجنبي، بالإضافة لقضايا داخلية مثل حلحلة الأزمة الاقتصادية.

وقال عطاران إن هذه الانتخابات استثنائية، فالحكومة الثالثة عشرة انتهت بشكل مفاجئ برحيل الرئيس، وبالتالي لا يستطيع المرشحون أن يقدموا خطابات تحمل نقدا لاذعا وصريحا له ولحكومته، ما يسبب حالة معقدة تجعل المرشحين مضطرين لتقديم أنفسهم بصفات متعددة.

وأضاف أن المرشحين لا يمثلون جميع أطياف المجتمع، والاختلاف فيما بينهم قليل، متوقعا أن تمر الانتخابات على جولتين، حيث إن هناك نسبة كبيرة من الناخبين لم يحسموا الأمر بشأن قرارهم، وينتظرون المناظرات التلفزيونية، كما أن السلوك الانتخابي في إيران يتأثر بالحملات الانتخابية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *