أثار إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تتضمن لأول مرة ذخائر اليورانيوم المنضب، أسئلة عديدة حول هذه الذخائر والمخاطر المترتبة على استخدامها، وتأثيرها في مآلات الصراع الروسي الأوكراني.
فقد أعلن البنتاغون، في بيان الأربعاء، أن واشنطن ستسلم كييف مساعدات عسكرية بقيمة 175 مليون دولار تتضمن ذخائر اليورانيوم المنضب من عيار 120 مليمترا لدبابات أبرامز الأميركية.
فيما نددت روسيا بالخطوة واتهمت واشنطن بالعمل على تصعيد الصراع في أوكرانيا من خلال إرسال إمدادات لكييف من هذا النوع من الذخائر، لافتة إلى مخاطر اليورانيوم المنضّب الإشعاعية.
فما ذخائر اليورانيوم المنضب ومن يمتلكها وأين استُخدمت وما مخاطرها؟
ذخائر فتاكة
اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ناتج عن عمليات تخصيب اليورانيوم ويستخدم في المفاعلات النووية والذخائر، ويعبأ به نوع من القنابل تطلق من المدافع أو تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة.
وهو مادة مشعة لكن نشاطه الإشعاعي أقل من مستويات الإشعاع الموجودة في خام اليورانيوم الطبيعي.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يستخدم في الأسلحة لأنه عالي الكثافة ويشتعل ذاتيا عند درجات حرارة وضغط عالية، ولأنه يصبح أكثر حدة عندما يخترق الصفائح المدرعة.
كما يقول متحف الإشعاع والنشاط الإشعاعي التابع لاتحاد جامعات أوك ريدج في تنيسي بالولايات المتحدة إن ذخائر اليورانيوم المنضب عندما تضرب هدفا ما تؤدي لارتفاع كبير لحرارة سطحه.
وعندما تخترق قذيفة اليورانيوم المنضب مركبة مستهدفة، تتجه الشظايا الكبرى لالتهام كل ما بداخلها، مما يرفع احتمال انفجار وقود المركبة المستهدفة أو الذخيرة الموجودة داخلها بسبب ارتفاع حرارتها نتيجة لليورانيوم المشتعل.
ويعني هذا أنه عندما تضرب مثل هذه الذخيرة درع الدبابة، فإنها تخترقه في غمضة عين قبل أن تنفجر وسط سحابة مشتعلة من الغبار والمعادن، بينما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار الوقود والذخيرة الموجودة داخل الدبابة.
من يمتلكها؟
تنتج الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وباكستان أسلحة اليورانيوم المنضب التي يقول التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم إنها لا تصنف أسلحة نووية.
كما تمتلك 14 دولة أخرى هذا النوع من الأسلحة.
أين استخدمت وما مخاطرها؟
هناك دراسات عديدة حول المخاطر المرتبطة بالتعرض لأسلحة اليورانيوم المنضب، كما ثار جدل كثير حول استخدامها خاصة في ساحات القتال.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضب في حرب الخليج في عام 1990 و1991، كما استخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قصفه ليوغوسلافيا في عام 1999.
وبحسب الجمعية الملكية في لندن، فإن أميركا وقوات التحالف استخدمت نحو 340 طنا من اليورانيوم المنضب في الذخائر التي قصفت بها القوات العراقية خلال حرب الخليج في عام 1991 كما استخدم الناتو نحو 11 طنا خلال تدخله في البلقان في أواخر تسعينيات القرن الماضي.
وتناول أو استنشاق كميات من اليورانيوم، حتى وإن كان منضبا، أمر خطير، إذ يمكن أن يُضعف وظائف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض السرطانية.
وتقول جهات معارضة لاستخدام هذه الأسلحة الخطيرة، ومنها التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن الغبار الناتج عن استخدامها خطير عند استنشاقه، وإن الذخائر التي لا تصيب أهدافها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة التي تسقط فيها.
وأثار استخدام السلاح غضبا واسعا عندما ارتفع عدد الجنود الأميركيين والبريطانيين والأوروبيين المصابين بأعراض الإشعاعات التي تتصاعد من اليورانيوم المنضب.
ويعتقد كثير من علماء الفيزياء والأطباء أن غبار أكسيد اليورانيوم الذي استنشقه أو ابتلعه الجنود خلال حرب الخليج الثانية هو السبب أو العامل المساعد في ما عرف بأعراض الخليج التي يشكو منها أكثر من 130 ألف جندي أميركي وأوروبي من أصل 697 ألفا شاركوا في الحرب.
واشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكُلى وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم.