قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ أغسطس/آب في السويداء، معقل الأقلية الدرزية جنوبي سوريا، بعد رفع الدعم عن البنزين وزيت التدفئة، تطالب الآن بانتقال سياسي في سوريا، وترفع لافتات تدعو إلى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلتها من بيروت لور ستيفان- أن التجمعات التي شهدتها مدينة السويداء أول أمس الجمعة حضرها نحو ألفي متظاهر وانضم إليها سكان القرى المجاورة، واتسمت بأجواء احتفالية، ولكنها أيضا شملت إيماءات تمرد، مثل إزالة صورة الزعيم السوري من البنية التحتية العامة.
تقول إحدى المدرّسات التي يعادل راتبها الشهري 20 دولارا، وتشارك في المظاهرات كل يوم “رغم الخوف” والتي طلبت حجب هويتها، في مكالمة عبر الهاتف من السويداء؛ “لقد عشنا في الجحيم لمدة 12 سنة. الخدمات العامة لم تعد تعمل، الماء والكهرباء… كل شهر نضطر إلى تجربة حرمان جديد بسبب ارتفاع الأسعار. طفح الكيل”.
وأشارت المراسلة إلى أن التعبير عن عدم الرضا عن ارتفاع تكاليف المعيشة في السويداء بدأ عام 2022، لكن التعبئة الحالية سرعان ما اتخذت منحى سياسيا، وتحولت الدعوة إلى تطبيق القرار 2254، وهي خطة الخروج من الصراع التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015 والتي تحولت إلى عملية ميتة بسبب دعم موسكو لربيبتها دمشق. تقول المدرسة “يجب أن يرحل آل الأسد. لقد سيطرت هذه العائلة على حياتنا أكثر من 50 عاما”.
منطقة عبور الكبتاغون
ويحظى المتظاهرون، الذين يرفعون العلم الدرزي المتعدد الألوان، بدعم اثنين من الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة، بمن فيهم الشيخ حكمت الهجري، الذي يستقبلهم يوميا، والذي حذر من أن رجال السويداء سيردون إذا تعرضوا لهجوم.
ورفعت السويداء -وفق المراسلة- علما آخر يوم الجمعة يجمع بين الألوان الرسمية (نجمتان) وألوان المعارضة (3 نجوم)، كرمز للوحدة، رغم اتهام منتقديهم لهم بالرغبات الانفصالية. ويقول مهند ناصر -وهو موسيقي من السويداء- “المتظاهرون يهتفون بتمسكهم بسوريا الموحدة. إنه اتهام يقطره النظام الإجرامي”، حيث اتهم النائب خالد العبود الأميركيين والإسرائيليين بتحريك خيوط التعبئة”.
ويتهم المتظاهرون النظام بالفساد وممارسات المافيا، حيث أصبحت أراضي السويداء منطقة عبور لتهريب الكبتاغون، المخدر الذي ينتج بشكل رئيسي في سوريا ويهرب نحو دول الخليج، ومع ذلك لم يقم النظام حتى الآن بقمع المظاهرات، وربما يعود ذلك إلى وضع الدروز كأقلية، وإلى أن الحركة لم تمتد إلى باقي سوريا، رغم مسيرات دعم في أماكن أخرى يوم الجمعة، كما هي الحال في مدينة درعا القديمة.
من جهة أخرى، ذكرت تنسيقيات محلية في السويداء أن مجموعة من المحتجين أغلقت مقر حزب البعث في مدينة صلخد جنوب المحافظة “بطريقة توافقية” مع أمين الشعبة الحزبية، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب المقر، كما توضح لقطات بثت أمس السبت.