عقدت أفريقيا الوسطى اتفاقا مع قوات الدعم السريع بُعيد إعلان استقلالها عن القوات المسلحة السودانية في ديسمبر/كانون الأول 2022 لمساعدتها في التصدي لــ”الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى” المتمردة، لكن بانغي بدأت، منذ بضعة أشهر، إظهار نوع من الحياد من خلال التقارب مع الجزائر التي تحاول التوسّط في حل الصراع السوداني.
وحسب موقع موند أفريك الإخباري، فإن الصراع السوداني كان محور اهتمام اللقاء الذي جمع بين وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى سيلفي بايبو-تيمون ونظيرها الجزائري أحمد عطاف يوم 19 مايو/أيار الماضي.
وذكّر الموقع بأن للجزائر صلة بقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، الذي يتولى الحكم في السودان منذ عام 2019، بينما تسعى أفريقيا الوسطى إلى التقرّب من قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، الملقّب بـ”حميدتي”.
ويقول هذا الموقع الفرنسي إن بانغي، ممثلة بوزيرها للثروة والصحة الحيوانية، حسن بوبا -“المعروف بفساده”، وفقا لموند أفريك- وقعت في بلدة أم دافوق الحدودية اتفاقا مع قوات الدعم السريع.
ويبدو، وفقا للموقع، أن حكومة أفريقيا الوسطى تريد -بدعم من قوات الدعم السريع ومجموعة فاغنر– القضاء على “الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى” بقيادة نور الدين آدم و”اتحاد السلام في أفريقيا الوسطى” بقيادة علي داراسا، المجموعتين المسلحتين المعارضتين للنظام في بانغي.
وفي المقابل، يقول الموقع، سُمح لقوات الدعم السريع باستغلال مناجم الذهب حول بلدة غورديل في فاكاغا. وبات هذا الدعم واضحًا في خضم الصراع الحالي بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية الذي اندلع في أبريل/نيسان 2023.
وقد نقلت عناصر مليشيا “فاغنر” الروسية الموجودة في أفريقيا الوسطى الأسلحة إلى السودان عبر الحدود الشمالية لدعم قوات حميدتي. ردا على ذلك، تستخدم القوات الموالية للخرطوم نور الدين آدم، الذي يمثل شوكة في حلق قوات الدعم السريع ويواصل تنفيذ عمليات عسكرية في أفريقيا الوسطى.
لكن خلال العام الجاري 2024، لوحظ تغيير في موقف بانغي تجاه الأزمة في السودان. واعتبارًا من شهر فبراير/شباط، التقى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان تواديرا وبعض مستشاريه كبار مسؤولي جهاز المخابرات العامة السوداني.
وذكر الموقع أن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، الذي يترأس مجلس جامعة الدول العربية، يحاول أن يستغل تفويض الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنسيق مبادرة سلام قائمةٍ على الوساطة بين الأطراف المتحاربة، وهو السياق الذي التقى فيه عطاف ببايبو-تيمون الشهر الماضي.
ويضيف الموقع أن العديد من الناقلين السودانيين في أفريقيا الوسطى يعملون لصالح عبد الرحيم دقلو، الأخ الأكبر لحميدتي، بتهريب الأبقار المسروقة من السودان إلى بانغي عبر أم دافوق وبامباري، وفي طريق العودة، ينقلون القهوة التي يشترونها من بامباري بأموال بيع الأبقار.
وتتم عمليات التهريب هذه، وفقا للموقع، في العلن في أفريقيا الوسطى منذ أشهر وتولّد أرباحًا مالية كبيرة تخدم عائلة حميدتي وقوات الدعم السريع في الوقت الذي تفرض فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الشركات الرئيسية التي يملكونها.