الدوحة – ما بين شوارع تزدان بالأعلام والأنوار التي تتخذ أشكالا تراثية ودينية، وفعاليات ومعارض متنوعة، يظل الحي الثقافي كتارا وسوق واقف في قطر مقصدين رئيسيين للجمهور خلال شهر رمضان الكريم.
وتتنوع الفعاليات في الموقعين المميزين بصورة تناسب جميع الفئات من كبار وصغار، حيث تكثر السهرات الرمضانية للمواطنين والمقيمين في هذه الأماكن التراثية، التي تعتبر أيضا وجهة سياحية رئيسية للعديد من الزوار الذين يأتون إلى قطر من جميع أنحاء العالم.
وما أن تطأ قدماك شوارع كتارا حتى تجد الأضواء المبهرة بأشكالها الفريدة الجذابة التي تتخذ أشكالا لمصابيح كبيرة تجسد صورا متنوعة لفوانيس رمضان الشهيرة وهي تحيط بجانبي الطرق، كما لا يختلف الأمر كثيرا في سوق واقف الذي يجذب الآلاف يوميا خاصة عند موعد الإفطار لمشاهدة مدفع رمضان، الذي يصطف حوله الكبار والصغار لمشاهدة هذا التقليد التراثي المميز.
ويضم هذان المقصدان العديد من المطاعم المتنوعة التي تقدم كافة الأطعمة الشعبية والشرقية والخليجية وسط مبان تتسم بالطابع المعماري القديم الذي يزين مباني المحلات والفنادق وغيرها بصورة تجعل هذين المكانين يتميزان بطابع خاص على مر السنين.
24 فعالية رئيسية
يقول مدير إدارة الشؤون الثقافية والفعاليات في كتارا خالد السيد، في تصريح للجزيرة نت، إن كتارا تظل المقصد الكبير والأهم دوما خلال شهر رمضان نظرا لما تتميز به من فعاليات كثيرة ومتنوعة على مدى الشهر الكريم، لافتا إلى أنه خلال هذا العام هناك 24 فعالية رئيسية متنوعة يتم تنظيمها على مدى الشهر.
وأضاف المسؤول الثقافي أن الفعاليات تشمل الدروس والأنشطة الدينية، والدورة الثالثة عشرة لمسابقة تحفيظ القرآن، ومدفع الإفطار في كتارا، وأمسية في اليوم العالمي للشعر، وحملة “نعين وتعاون” وهي عبارة عن توزيع سلة غذائية لتلبية احتياجات الأسر المتعففة في الشهر الكريم.
وتابع المتحدث نفسه أن الفعاليات تشمل أيضا بطولة كرة الطائرة الشاطئية، والمسحر، وليلة القرنقعوه وحملة “إفطار صائم”، وليالي رمضان كتارا التي تضم فعاليات ومسابقات ترفيهية متنوعة، فضلا عن بطولة كتارا الرمضانية للشطرنج، ومعرض السيارات الصينية، وبطولة الألعاب الإلكترونية، وبطولة “الكيرم والدامة”.
وأوضح أن الفعاليات تضم أيضا جائزة كتارا للشعر العربي- أمهات المؤمنين، ومعرض روح الحرف العربي، ومعرض الطوابع الإسلامية، ومسابقة التصوير الضوئي، ومسابقة أجمل سيارة، والمزاد الرمضاني الـ25 للطوابع والعملات، ومعرض ذكر في القرآن، ومسابقة سؤال وجواب.
مقصد رئيسي
وأشار خالد السيد إلى أن جائزة كتارا للمخطوطات والمناطق الأثرية تنظم لأول مرة هذا العام، مؤكدا الحرص على أن تكون الفعاليات متنوعة بحيث تشمل جميع الفئات وتغطي كافة المجالات، مما يجعل الحى الثقافي كتارا هو المقصد الكبير والرئيسي للكثير من الجمهور خلال الشهر الكريم.
وأضاف السيد أن الطقس والمناخ المعتدل يجعل كتارا أيضا مقصدا لممارسة الرياضة على الشاطئ، كما أن الكثير من الشباب يقومون بشكل يومي بتنظيم مسيرات للسيارات الكلاسيكية والحديثة والدراجات البخارية قبل الإفطار في فعالية تجذب الكثير من الجمهور خاصة محبي التصوير وهواة السيارات الكلاسيكية النادرة.
ولفت إلى أن كتارا تضم العديد من الشوارع التراثية والحديثة التي تجذب الجمهور خاصة وأنها تحتوي على مناطق للمطاعم المتنوعة ومناطق للتسوق، مما يجعل الحي الثقافي محافظا على مكانته بين المقاصد الأولى للجمهور خلال شهر رمضان بل على مدى العام أيضا.
علامة بارزة
ولا يختلف الأمر كثيرا في سوق واقف عنه في كتارا، حيث المباني التراثية التي تجذب الجميع والمطاعم المتنوعة والحرف والفعاليات الشعبية ومناطق التسوق التي تعدّ وجهة للكثير من الجمهور خلال الشهر الكريم.
وقال مدير سوق واقف محمد السالم، في حديث للجزيرة نت، إن السوق يعتبر علامة بارزة في قلب الدوحة ومقصدا لجميع زائري قطر ولمواطنيها ومقيميها، موضحا أن السوق اكتسب شعبية إضافية منذ بطولة كأس العالم في قطر 2022 حيث كان المحطة الرئيسية للجمهور من كافة انتماءاته، مما يجعله في مقدمة مناطق الترفيه التي يبحث عنها الجميع خاصة خلال شهر رمضان.
وتابع أن مدفع رمضان بالسوق فعالية رئيسية، حيث تتجمع العائلات لمشاهدته عند أذان المغرب، ويتم توزيع وجبات الإفطار على الجميع التي يصل عددها إلى 1500 وجبة يوميا، بالاضافة إلى توزيع هدايا وألعاب للأطفال المشاركين، مما يجعل هذه الفعالية هي الأكثر جذبا يوميا خاصة العائلات.
وأضاف المتحدث ذاته أن سوق واقف في شهر رمضان له نكهة خاصة لدى المواطنين والمقيمين، حيث تتوافر الأكلات الشعبية التقليدية، ويلتقي فيه الأصدقاء للتسامر في المطاعم أو المقاهي المنتشرة في أرجاء السوق.
تاريخ قديم
وأوضح محمد السالم أن سوق واقف له تاريخ قديم في المنطقة، ويضم العديد من الخدمات كالمطاعم والفنادق والأسواق والتي توفر منتجات بأسعار منخفضة بشكل ملحوظ، مما يفسر الإقبال الكبير عليه خلال رمضان وعلى مدى العام أيضا.
ولفت مسؤول السوق إلى أن واقف يشهد إقبالا كبيرا على شراء المباخر والتسابيح والمكسرات والبهارات والعطور وغيرها من المواد والمنتجات التي توفرها المحلات بأسعار مناسبة جدا تتم مراقبتها من قبل إدارة السوق.
وأشار إلى أن السوق أيضا يحتفل بفعالية القرنقعوه، وهي ليلة تراثية قديمة تكون في الرابع عشر من شهر رمضان المبارك حيث يتم توزيع الهدايا والحلوى والمكسرات على الأطفال، وكذلك يتم تنظيم فعالية المسحراتي الذي يجوب شوارع السوق إحياءً لهذا التقليد القديم الذي يدخل البهجة والسرور على الجمهور.
ولفت المصدر نفسه إلى أن الكثير من محلات السوق تقوم بوضع الأنوار والأعلام المميزة خلال الشهر الكريم مشاركة من جانبها للجمهور في التعبير عن الفرحة والسعادة بقدوم شهر رمضان، حيث يتسابق الجميع في إبراز الشكل الجمالي للأنوار التي تعبر عن شهر رمضان سواء من خلال الفوانيس الكبيرة أو أفرع الأنوار المعلقة.
وختم السالم أن سوق واقف يعد الوجهة الرئيسية الأولى لجميع أبناء الخليج العربي بشكل خاص ليعيشوا تجربة الماضي التي يسمعون عنها من الآباء والأجداد، كذلك فإن السوق يوفر أماكن لتجمع العائلات العربية حيث يوفر الخصوصية التي ترغب فيها كل أسرة.
