قال الكاتب الإسرائيلي غدعون ليفي في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه لا توجد وسيلة “لتفسير” سلوك إسرائيل في قطاع غزة، وتبرير الدمار والقتل والمجاعة والحصار بهذه الأبعاد الوحشية، حتى من خلال آلة دعاية فعالة مثل الدبلوماسية العامة الإسرائيلية (هسبارا).
وتابع بأنه لم يعد من الممكن إخفاء الشرّ بأي دعاية، إذ رغم أن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تزال محفورة في الذاكرة، لكنها لا يمكن أن تبرّر المشهد الحالي في غزة.
وزاد أن من يستطيع أن يفسر أو يبرر قتل 162 طفلا رضيعا في يوم واحد لم يولد بعد؟ ناهيك عن تبرير قتل نحو 10 آلاف طفل في شهرين.
وقال ليفي إن إسرائيل بالفعل تعمل على تنظيم زيارات لليهود الأميركيين إلى المنازل المحروقة في الجنوب ليروا ويتحدثوا عما فعله “هؤلاء المعادون للسامية بنا”.
دعاية تحت التهديد
وحسب الكاتب، لن يتمكن أي ضيف رسمي من الآن فصاعدا من الهبوط في إسرائيل دون أن يضطر إلى المرور عبر مستعمرة بئيري، وبعد ذلك، إذا تجرّأ على تحويل نظره إلى قطاع غزة، فسيوصف بأنه معاد للسامية.
وأوضح أن شكوكا كثيرة تحيط بجدوى هذه الدعاية، إذ تعتبر مؤسسات الدعاية هذه “أداة غير أخلاقية، ومن يكتفي بالصدمة مما حدث لنا ويتجاهل ما كنا نفعله منذ ذلك الحين، لا يتحلّى بذرّة نزاهة أو ضمير”.
وقال إنه من الضروري أن نقول ونُظهر للعالم ما فعلته حركة “حماس” بنا، لكن هناك معاناة أكبر بكثير في قطاع غزة، وليس لها تفسير، ولا تحتاج إلى تفسير.
وذكر الكاتب أن هيئة الدبلوماسية العامة الإسرائيلية مجرّد خدعة، فهي لا تروي الحقيقة كاملة.
وأضاف أن النقطة المهمة تكمن في أن المخادعين يتحوّلون إلى أبطال، مثل تلك المرأة الإسرائيلية التي ظلت تقول إن “الأمة اليهودية هم السكان الأصليون لإسرائيل”، وفي اللحظة التي هبطت فيها مطار بن غوريون اضطرت إلى الهروب إلى ملجأ، وصوّرت نفسها بالطبع ونشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتهتزّ قلوب كل “حليف لإسرائيل” وتُذرف الدموع.