قال الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس إن لدى الرئيس الأميركي جو بايدن خطة من شأنها أن تُحدث تغييرا حقيقيا في قواعد اللعبة في قطاع غزة والشرق الأوسط.
واعتبر الكاتب أن هذه الخطة أكثر جدوى الآن مما كانت عليه قبل عام، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الذي ما يزال هو صاحب القرار- لن يكون الشريك الموثوق به عند تطبيقها.
وأضاف -في مقال تحليلي بصحيفة هآرتس- أن تكهنات وتمنيات، ومعلومات مضللة ومغلوطة، تخللت نقاشات وجدالات لا نهاية لها منذ صيف 2023 بشأن اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية.
ووفق الكاتب، فقد افتقرت تلك النقاشات للجدوى السياسية. ونظرا للانقلاب الدستوري الذي ظل نتنياهو يُحرض عليه، فمن المشكوك فيه أن بايدن لم يكن مقتنعا أبدا بإمكانية أن يرى هذا الاتفاق النور.
لا جدوى
وأعرب الدبلوماسي الإسرائيلي عن اعتقاده بأن إعادة النظر في فكرة الاتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية -بسلبياتها وإيجابياتها- لم تعد مجدية الآن.
وأضاف أن المنطق السياسي وفق مقتضيات مرحلة ما قبل هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي أعاد تشكيل منطقة الشرق الأوسط، أصبح أكثر إلحاحا، بل يمكن القول إنه بات أمرا حتميا.
ومع ذلك -يستطرد الكاتب- فإن إسرائيل لا تولي الأمر اهتماما، كما أنها ليست راغبة أو مستعدة سياسيا لاتخاذ قرارات إستراتيجية، فالأمور كلها تكتيكية الطابع عندها، والغضب والإحباط يستبد بها، ويستغرقها انسداد الأفق في جبهات المواجهة الثلاث ضد حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وضد إيران.
ومضى إلى القول إن إسرائيل ومنذ انزلاقها في حرب “لا طائل من ورائها” دأبت على الترويج لغزو رفح باعتباره نقطة تحول “وهمية” من شأنها أن تنهي الحرب بشكل حاسم.
ثم إن رفح -حسب المقال- ليست مثل ستالينغراد، تلك المدينة السوفياتية التي كانت مسرحا لإحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي غيرت مجرى الحرب العالمية الثانية.
ما بعد الحرب
ويرى الكاتب أنه بإمكان إسرائيل أن تختار إنهاء الحرب، والمساعدة والمشاركة في قوة حفظ سلام عربية تحكم قطاع غزة، والشروع في تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
وذلك إلى جانب إشراك السلطة الفلسطينية في عملية من شأنها أن تؤدي نهاية المطاف -ولكن ليس على الفور- إلى قيام دولة فلسطينية سوف تنبثق ملامحها وإحداثياتها من المفاوضات، وتكون جزءا أساسيا من تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة إيران، على حد تعبير الكاتب.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي إن تلك النقاط هي في الأساس مجمل خطة الرئيس الأميركي، معتبرا أنه منذ “أهوال 7 أكتوبر/تشرين الأول” سنحت فرصة لإعادة تصور البنية الأمنية للمنطقة بطريقة ربما لم تكن ممكنة خلال صيف 2023.
ومن أجل القيام بذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى شريك إسرائيلي ذي مصداقية وموثوق وتحدوه الرغبة، على حد تعبير الكاتب الإسرائيلي الذي لا يرى في نتنياهو ذلك الشريك ناصحا الأميركيين بأن يدركوا هذه الحقيقة ويستوعبوها.