الدوحة ـ تربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة، كان أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر الخامس عشر لحوار الأديان، الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء، ويمتد على مدى يومين في الدوحة تحت شعار “التكامل الأسري-دين وقيم وتربية”.
المؤتمر الذي انطلق بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين وعلماء الأديان السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية)، وبحضور أكثر من 300 شخصية من حوالي 70 دولة، يمثل ملتقى فكريا وتحاوريا بين ممثلي الأديان السماوية.
ومؤتمر الدوحة لحوار الأديان امتداد لسلسلة طويلة من المؤتمرات امتدت لقرابة 20 عاما في العاصمة القطرية بالتقاء كوكبة من علماء الأديان السماوية، والأكاديميين، ورؤساء مراكز الحوار من مختلف أنحاء العالم، والمهتمين بالحوار بين الأديانِ على وجه الخصوص.
#قنا_فيديو |
رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لـ #قنا:
المؤتمر الخامس عشر لحوار الأديان يعقد هذا العام تحت شعار “التكامل الأسري.. دين وقيم وتربية” pic.twitter.com/rG8KioJK6S— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 6, 2024
دعائم دينية
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد مدير مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إبراهيم بن صالح النعيمي أن الأديان أولت اهتماما واسعا للأسرة، وأرست لها دعائم دينية وأخلاقية وفكرية تستند إليها في التأسيس والبقاء والتطور وتحقيق الروابط والنجاح.
وأضاف النعيمي أن الأديان قدمت للأسرة التشريعات والقِيم الدينية والحلول للمشاكل الاجتماعية والتربوية والنفسية بنصوص صريحة محكمة ثابتة، مشددا على ضرورة الاستفادة من حوار الأديان لتعزيز القيم الأسرية، التي باتت تتعرض اليوم لتحديات عميقة وتدخلات خارجية تفرز عددا من التحولات المفزعة والمخاطر العظيمة المهددة للمنظومة الأسرية، خاصة مع تأثير العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التحولات.
ويتناول المؤتمر، ضمن محاور عديدة، قواسم مشتركة تُعنى بالأسرة في ظل ما تتعرض له من تشويه وتحديات عديدة في العالم لم تكن موجودة في السابق، بحسب النعيمي.
ويناقش المؤتمر في 4 جلسات رئيسية العديد من القضايا؛ أهمها هيكل البناء الأسري مفهوما ومكانة ومسؤولية، وذلك من منظور الأديان، وبيان الدور المركزي للأسرة في التنشئة والتربية وقضايا الأسرة المعاصرة، وأخطر التحديات الآنية المؤثرة على الأسرة المعاصرة وهي الحروب والنزاعات.
قضايا الأسرة
ومن جانبها، أكدت وزير الدولة للتعاون الدولي في قطر لولوة الخاطر أن المؤتمر يؤكد أن قضايا المجتمع المعاصر لا تعرف حدودا، وأن تحدياته لا يقف خطرها على من يواجهونها فقط، ولا تتضرر منها الدول والأفراد الذين يعانون منها وحدهم، لكنها تزلزل عالمنا المعاصر بشكل كامل، مشيرة إلى أن قضايا الأسرة هي العامل المشترك الذي يمكن أن يجمع المجتمعات بكل مكوناتها.
وأضافت الخاطر، في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن من أول الواجبات التركيز على الأسرة وإعطاؤها الاهتمام الأكبر من قِبل الدول والأفراد والعلماء، حيث إن الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع.
وأوضحت أن موضوع المؤتمر يتوافق مع القناعة الراسخة في دولة قطر بمحورية الأسرة في بناء المجتمعات ومركزية الدين والأخلاق في هذا البناء، وهو ما ينص عليه الدستور القطري بشكل صريح بأن “الأسرة قوام المجتمع، قوامها الدين والأخلاق”.
وشددت الوزيرة على أنه من المخزي أن نجد انتهاكات حقوق الأسرة والمرأة والطفل في هذه الآونة تتكشف بصورة صارخة أكثر من أي وقت مضى في الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها أهل قطاع غزة، منتقدة دعم قوى عالمية أخفقت في أهم اختبار إنساني لقيم الحرية والتحضر وحقوق الإنسان بدعمها للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن المؤتمر يعد استكمالا لمسيرة طويلة من اللقاءات التي تجمع القادة والعلماء من العالم للحوار البنّاء القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر، معبّرة عن أملها في أن ينجح المؤتمر في تحقيق ما فشل فيه السياسيون.
تأسس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، الذي ينظم المؤتمرات السنوية لحوار الأديان، في يونيو/حزيران 2010 في العاصمة القطرية؛ بهدف دعم وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، والتعايش السلمي بين معتنقي الأديان، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية.
وقد تم تحديد 5 أهداف تجسد الرسالة التي قام من أجلها المركز لتأسيس منتدى بين أتباع الأديان من أجل فهم أفضل للمبادئ والتعاليم الدينية لتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء، انطلاقا من الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلافات.