في الوقت الذي تتابع فيه إسرائيل انتقامها من المدنيين في غزة، تجد عائلات الأسرى الإسرائيليين -الذين تحتجزهم المقاومة في القطاع- نفسها في قلب معضلة كبرى.
فعدد من الإسرائيليين يريدون أن يعمل قادتهم على القضاء على المقاومة، في حين يخشى كثير منهم احتمال مقتل الأسرى خلال القصف.
وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أعلنت مقتل عدد من الأسرى بينهم أجانب جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة.
استعادة الأسرى
ومؤخرا تظاهر إسرائيليون أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة باستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة لدى كتائب القسام وعناصر المقاومة.
وروت مجلة فورين بوليسي -في تقرير بقلم ياردينا شوارتز- كيف علمت الإسرائيلية معيان زين بأسر ابنتيها وزوجها السابق الذين يسكنون في كيبوتس نحال عوز على حدود غزة، حيث أرسلت رسالة نصية في وقت مبكر من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لتطمئن عليهم، بعد أن استيقظت على صوت صفارات الإنذار.
وبعد ساعتين، أرسلت معيان زين رسالة نصية ثانية، تسأل عن إمكان الحديث مع ابنتيها، غير أن ما لم تكن تعرفه هو أن المقاومة نجحت في اقتحام المستوطنات، وأخذت معها عددا كبيرا من الأسرى.
وليست معيان زين إلا واحدة من كثير من الإسرائيليين الذين ينتظرون من يخبرهم بمكان أفراد عائلاتهم وما إذا كانوا أحياء أم أمواتا -كما تقول المجلة- وما الذي يقام به لإعادتهم إلى بيوتهم.
لا إجابات
ولم تتلق العائلات أي إجابات من السلطات الإسرائيلية، رغم مناشداتها لجميع الجهات بحثا عن معلومات عن أقاربهم الأسرى لدى المقاومة.
وبحسب فورين بوليسي، فإنه وعلى الرغم من أن إسرائيل عينت العميد المتقاعد غال هيرش يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول للعمل كمنسق حكومي لشؤون الإسرائيليين المختطفين والمفقودين، وأن مكتبه أرسل إخطارات إلى عائلات 199 إسرائيليا محتجزين لدى حماس، فإن أي تصريح علني لم يصدر عن أي مسؤول حكومي إسرائيلي بشأن أي جهد واضح لتحرير الأسرى.
وأكدت المجلة الأميركية أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يستجب لطلبات مجلة فورين بوليسي للتعليق، وكذلك مكتب غال هيرش.
وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية قد قالت في وقت سابق إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أرسلت صورا لعائلة أحد الأسرى، وأوضحت لهم أنه قتل بقصف الطائرات الإسرائيلية على غزة.