فورين بوليسي: شركات الشحن التجارية تخشى نشوب حرب ناقلات أخرى

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قالت الكاتبة إليزابيث براو في تقرير لها نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن شركات الشحن البحري التجارية تخشى نشوب حرب ناقلات جديدة في مضيق هرمز بسبب التصعيد الأميركي الأخير بضرب أميركا مواقع في سوريا والعراق في الثاني من الشهر الجاري.

وذكرت الكاتبة أن الولايات المتحدة تأمل أن ترسل الضربات رسالة واضحة إلى إيران دون تصعيد الصراع غير المباشر إلى مباشر، وقد تتبع ذلك أعمال انتقامية أخرى.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد في 30 يناير/كانون الثاني الماضي أنه لا يريد التصعيد، إذ قال “لا أعتقد أننا بحاجة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، هذا ليس ما أبحث عنه”.

وأشارت إلى ما قاله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في 31 يناير/كانون الثاني الماضي “لن يكون الأمر مجرد حدث لمرة واحدة”، مضيفا أن “أول شيء ترونه لن يكون الأخير”.

مضيق هرمز أصبح أكثر خطورة

وعلقت الكاتبة بأنه حتى لو لم ينتشر القتال فإن المضيق أصبح أكثر خطورة بكثير، مضيفة أن السفن التجارية تعتمد بشكل كبير على هذا الممر المائي الذي تسيطر إيران على أحد جانبيه وتقوم بمضايقة سفن الشحن بانتظام.

ويعد مضيق هرمز ممرا مائيا بالغ الأهمية، ففي عام 2022 مر 21 مليون برميل من النفط عبر المضيق يوميا، وهو ما يعادل 21% من استهلاك السوائل النفطية العالمي في العالم.

ويعد المضيق أيضا نقطة تفتيش، وهو عبارة عن مسطح مائي ضيق مقسم بين إيران وسلطنة عمان، حيث يمكن بسهولة تعطيل حركة المرور بسبب العواصف أو الحوادث أو الأعمال المتعمدة من قبل الأطراف المعنية.

وأعادت إلى الأذهان أنه خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات اجتاحت الخليج العربي ومضيق هرمز ما أصبحت تعرف بـ”حرب الناقلات”، وقد كانت حربا وحشية حيث استهدفت دول -خاصة العراق- السفن التجارية بالصواريخ والألغام، وتعرضت السفن التي ترفع أعلام كل من قبرص، اليونان، إيران، اليابان، الكويت، ليبيريا، مالطا، النرويج، بنما، السعودية، سنغافورة، تركيا، المملكة المتحدة ودول أخرى للهجوم.

خسائر فادحة لحرب الناقلات الأولى

وأورد التقرير أن حرب الناقلات تلك أسفرت عن قتل أو جرح أو فقدان أكثر من 320 بحارا تجاريا، فيما تضررت 340 سفينة تجارية، بعضها أكثر من مرة، وقد تضرر نحو 30 مليون طن من السفن وغرقت 11 سفينة وتم الإعلان عن خسائر إجمالية في 30 سفينة.

وقالت الكاتبة إنه رغم أن حرب الناقلات لم تكن فكرة إيران فإن الإيرانيين تعلموا درسا واضحا منها: طالما أن العالم يحتاج إلى النفط فستحتاج السفن للذهاب إلى الخليج العربي، وهذا يمنح طهران فرصة مثالية لاستهداف السفن التي تختارها، وهذا هو في الواقع ما كانت تفعله بشكل متزايد على مدى السنوات الخمس الماضية.

صناعة النفط تقيّم المخاطر

وأوضحت أن صناعة الشحن تقيّم حاليا مخاطر وقوع المزيد من الهجمات في المضيق، ونقلت عن رئيس شركة “دي إن كيه” للتأمين البحري سفين رينغباكين قوله إنهم ناقشوا هذا الأمر مطولا، وانتهوا إلى ترجيح أن إيران ستستغل هذه الفرصة لمهاجمة السفن.

وأشار رينغباكين إلى أن الإيرانيين يمكن أن يختاروا القيام بذلك خلسة “يمكنهم الاختباء وراء الإنكار المعقول والتظاهر بأن التدخل مرتبط بحادث سابق أو تهريب أو ما شابه أو تنفيذ هجمات خارج مياههم كما حدث في عام 2019” حين تعرضت 4 ناقلات نفط في مايو/أيار من ذلك العام لهجوم قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي بالقرب من الطرف الجنوبي لمضيق هرمز.

وأضافت الكاتبة أنه طالما أن إيران لا تعلن الحرب على الولايات المتحدة أو الدول الأخرى المرتبطة بالسفن التي تبحر داخل مضيق هرمز وخارجه فإنه لا يمكن للقوات البحرية الأميركية أو الدول الأخرى فعل الكثير لحماية الشحن هناك.

القوات الغربية لن تفعل أكثر من المراقبة

ونسبت الكاتبة إلى رينغباكين قوله إن القوات البحرية الأميركية وغيرها يمكنها المراقبة وربما التدخل في المياه الدولية، لكن ليس هناك أكثر من ذلك مما يمكنها القيام به.

وأورد التقرير أيضا تصريحا لنيل روبرتس سكرتير لجنة الحرب المشتركة في صناعة التأمين البحري التي تقيّم المخاطر البحرية قال فيه إن إيران أثبتت قدراتها، لكنها لن تستفيد من إغلاق مضيق هرمز، ولهذا السبب كانت حريصة على إبقاء أفعالها السابقة محدودة.

وقالت الكاتبة إن إيران ليست بحاجة إلى محاولة إغلاق المضيق، وإنما يمكن أن تشير فقط إلى أن المخاطر التي يتعرض لها الشحن التجاري هناك على وشك الزيادة.

وأضافت أنه إذا صعّدت إيران بشكل كبير إلى الحد الذي يؤدي إلى اندلاع حرب ناقلات جديدة فسيتعين على صناعة الشحن وشركات التأمين التابعة لها إجراء حسابات دراماتيكية، فقد أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بالفعل إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها البحارة، لكن الهجمات المتزايدة على الشحن في مضيق هرمز ستكون أكثر خطورة بكثير.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *