غضب فلسطيني بعد استشهاد وليد دقة ورسائل للسلطة والمقاومة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

نابلس- على وقع العديد من الهتافات وعبارات الغضب، دق متظاهرون في نابلس ناقوس الخطر محذرين مما آل إليه حال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعد استشهاد الأسير وليد دقة أمس الأحد.

وصدحت حناجر المتظاهرين بهتافات مثل “وين العالم يجي يشوف.. قتل الأسرى ع المكشوف” و”يا رئيس ويا رئيس.. دم الأسرى مش رخيص”، و”وليد الدقة يا أبطال.. أسير استشهد بالإهمال”.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أعلنا استشهاد الأسير وليد نمر دقة (62 عاما) من باقة الغربية في الأراضي المحتلة عام 1948، والمصاب بالسرطان، والمعتقل منذ (38 عاما) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد سلسلة من الجرائم الطبية نفذها الاحتلال بحقه هادفا قتله.

وإلى دوار الشهداء وسط مدينة نابلس، كبرى مدن شمال الضفة، حضر عشرات من أهالي الأسرى والمواطنين والمؤسسات والفصائل الوطنية احتجاجا على استشهاد الأسير دقة في فعالية نظمتها اللجنة الوطنية العليا لدعم الأسرى، بينما انطلقت فعاليات بمدن أخرى بالضفة الغربية، كان أبرزها بمدينة رام الله.

مواطن يحمل صورة للشهيد الأسير وليد دقة في فعالية احتجاجية بنابلس (الجزيرة)

رسائل غاضبة

وعبر مسيرات الغضب تلك، أطلق المحتجون رسائلهم الغاضبة إلى ثالوث الساحة الفلسطينية، السلطة، والمقاومة، والشعب، مستنكرين جرائم الاحتلال بقتل الأسرى، ودعوا الجميع لأخذ دورهم والتحرك لوقفها، لا سيما المقاومة، المعول عليها أكثر، برأيهم، في ظل تعنت الاحتلال بحق الأسرى، ولم يسقطوا من أجندتهم كذلك “العالم الصامت”، فطالبوه بوضع حد للاحتلال وعدم البقاء متفرجا.

ومثل دعوتهم لمحاسبة الاحتلال واستنهاض الشعب للذود عن الأسرى، آزر المتظاهرون بهتافهم طفلة الأسير الوحيدة “ميلاد”، ورفعوا صورتها رفقة والدها الشهيد، وخطوا على يافطات ضخمة عباراتهم المناصرة لوليد “المثقف والأديب”.

وفي تعليقه للجزيرة نت، عجز أسعد دقة عن الحديث لشدة الموقف الذي يعيشه وعائلته حزنا على شقيقه إلا من توجيه اتهاماته للاحتلال بأنه “مجرم”، وأن “المؤسسة الإسرائيلية عبارة عن منظومة إجرام بحق كل الأسرى، وهي ليست دولة تحمل قانونا وتلتزم بإجراءاته”، وأردف يقول “هذه عصابة على رأسها إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف)”.

وأشار دقة إلى أن ذلك يستدعي من الكل (الدولة والمؤسسة الفلسطينية والمقاومة) التصدي لإجرام الاحتلال بحق الأسرى، موضحا أنهم يشعرون بالخذلان، وقال متسائلا “لا أعرف، هل كلنا فعلنا ما يكفي لحماية أبناء شعبنا؟”.

وتابع “تقبلنا الخبر وكنا على أمل أن يفرج عن وليد في صفقة بعد معاناة من 38 سنة في السجن، ومعاناة 5 سنوات بالمستشفيات، وحالة مستمرة من تدهور وضعه الصحي بسبب الإهمال الطبي، فلو كان خارج الأسر لعولج واليوم نراه بيننا”.

ورفض الاحتلال الإسرائيلي، وفق شقيق الشهيد، دقة تسليم جثمانه، كما رفض السماح لذويه بإقامة بيت عزاء للشهيد في مسقط رأسه.

المقاومة هي الأمل

من جهته، قال مظفر ذوقان رئيس اللجنة العليا لدعم الأسرى بنابلس المنظمة للفعالية إن الاحتلال عمد ومنذ أصيب الأسير دقة بالسرطان إلى استهدافه طبيا، ومنعه من تلقي الرعاية الصحية، وحمَّل المؤسسات الحقوقية، خاصة الدولية وتلك التي تعنى بالأسرى المسؤولية، وأكد أنهم “شركاء في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، خاصة المرضى منهم”.

وذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى الآن استشهد 15 أسيرا بسجون الاحتلال دون أن تحرك المؤسسات الدولية ساكنا، ولذلك عليهم أن يقفوا عند مسؤوليتهم بالضغط على الاحتلال لكف جرائمه عن الأسرى “وإلا ما جدوى وجود هذه المؤسسات؟” أضاف متسائلا.

ولفت ذوقان إلى أن الأسير دقة واحد من 24 من الأسرى القدامى (أسرى ما قبل أوسلو)، الذين استثنوا من الصفقات وعمليات التبادل، نظرا لتعنت الاحتلال وذرائعه المختلفة التي هدفت للمساومة على حقوق الفلسطينيين الوطنية وابتزازهم سياسيا، لا سيما خلال عمليات تفاوضه مع السلطة الفلسطينية.

وذكر ذوقان أن الأسرى القدامى ومن وصفهم “بجنرالات الصبر” عددهم يفوق 400 أسير ممن قضوا 25 عاما وأكثر بسجون الاحتلال، ينتظرون فجر حريتهم على يد المقاومة فقط، وأضاف “هذا واجب الأسرى على المقاومة دون قيد أو شرط، لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة”.

أما زاهر الششتري، عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية، فأكد أن “نازية الاحتلال واستمرار إهماله الطبي للأسرى سبب استشهاد الأسير دقة وغيره العشرات”، معلقا أمله على ما ستنجزه المقاومة من صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى، ولا سيما القدامى.

وقال الششتري للجزيرة نت إن الأسرى أنفسهم لا يعولون إلا على المقاومة في تحررهم، خاصة بعد طوفان الأقصى.

عاطف دغلس- من فعالية المؤازرة للشهيد الاسير وليد دقة- الضفة الغربية نابلس- وسط المدينة- الجزيرة نت3
التحرك الشعبي على الأرض الأكثر تأثيرا في ملف الأسرى الفلسطينيين بحسب غسان دغلس محافظ نابلس (الجزيرة)

التحرك الشعبي

واعتبر غسان دغلس، محافظ نابلس، أن استشهاد دقة “دليل على أن حكومة الاحتلال ليس عندها أي ذرة أخلاق، وكذلك العالم الصامت على جرائمها، ومن ناحية ثانية، رسالة تستدعي ضرورة التحرك الشعبي الفلسطيني بشكل أكبر”.

ورغم تأكيده على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المقاومة والقيادة السياسية الفلسطينية للضغط والإفراج عن الأسرى، فإن دغلس أكد على ضرورة التحرك الشعبي على الأرض باعتباره الأكثر تأثيرا.

ومثل الشارع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر استشهاد الأسير دقة، وتناقله كثيرون، وسط استعراض مسيرة نضاله ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي، واختطافه وآخرون الجندي الإسرائيلي “موشي تمام” عام 1984، ومنهم من أتى على دوره البارز كمثقف ومفكر وروائي فلسطيني أسير، بينما جاءت رسائله لطفلته ميلاد عبر منصات كثيرين ملهبة لمشاعر من يطالعها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *