يعاني الجيش الأوكراني ركودا على مستوى الجبهة، في وضع يرى مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك أن سببه نقص الموارد وتأخر وصول الإمدادات من الحلفاء.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة “غازيتا” الروسية، قال غينادي سفيدريجيلوف إنه من دون مساعدة عسكرية إضافية من الولايات المتحدة، تعتقد وكالة المخابرات المركزية أن أوكرانيا قد تجد نفسها في غضون عام مجبرة على بدء مفاوضات السلام وفقا لشروط روسيا.
وفي تصريحه لإذاعة الصوت الجديد قال ميخائيل بودولياك “نحن في حالة ركود تتطلب وضع سيناريوهات لما يتعين علينا فعله فيما يتعلق بضمان الموارد وعنصر المعلومات من أجل تبليغ شركائنا بأن الركود يعني زيادة في تكلفة العمليات القتالية”. وأوضح بودولياك أن الركود يتمثل في نقص الموارد اللازمة لتنفيذ “أعمال هجومية فعّالة”، مضيفا أن ذلك يتجلى في قيام القوات المسلحة الأوكرانية بعمليات دفاعية حصرية على الجبهة وبطء إمداد كييف بالموارد من الدول الحليفة.
تعديلات في القيادة العسكرية
وبحسب بودولياك، فإن تعيين ألكسندر ليتفينينكو أمينا لمجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني بدلا من أليكسي دانيلوف يساعد في تعزيز الجانب التحليلي في الظروف الحالية.
وذكرت الصحيفة أنه في 26 مارس/آذار الجاري، استبدل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمين مجلس الأمن القومي والدفاع برئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني الخارجي. وعزل دانيلوف من منصبه بعد حادثة 20 مارس/آذار الجاري وتشويهه اسم الممثل الخاص للصين ردا على اقتراح بكين إجراء مفاوضات سلام مع موسكو. وقد أكد سكرتير مجلس الأمن القومي السابق أن أوكرانيا لن توافق على مبادرة أي دولة بحل قضيتها من دون مشاركتها.
وفي فبراير/شباط الماضي، أقال زيلينسكي القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، وعيّن محلّه العقيد الجنرال ألكسندر سيرسكي. وفي إعلانه عن تعيين سيرسكي، أشار زيلينسكي إلى أن “القوات المسلحة الأوكرانية سيقودها فريق إدارة جديد”.
بعد تولي منصبه، وصف القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية الوضع في منطقة القتال بالمعقد للغاية والمتوتر، مشيرا إلى التفوق العددي للقوات الروسية. مع ذلك، أكد سيرسكي أن الوضع في الجبهة تحت السيطرة.
في انتظار المساعدة العسكرية الأميركية
وصرح مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز في وقت سابق بأن أوكرانيا من دون مساعدة عسكرية إضافية من الولايات المتحدة قد تجد نفسها في غضون عام في وضع قد تضطر فيه إلى بدء مفاوضات السلام مع روسيا بشروطها. وقال بيرنز إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم بالمفاوضات حيث يمكنه إملاء الشروط. أعتقد أنه بدون تقديم مساعدة إضافية هذا هو المستقبل الذي ينتظر أوكرانيا بعد عام من الآن”.
وحسب بيرنز، فإن بوتين مهتم فقط بالمفاوضات التي يمكنه فيها فرض شروطه الخاصة، ودون مساعدة أميركية إضافية ستصبح هذه الإمكانية حقيقة في المستقبل القريب. ويرى بيرنز أنه دون مساعدة الولايات المتحدة، سوف تضطر أوكرانيا إلى التراجع والتنازل عن المزيد من الأراضي لصالح روسيا.
ونظرا لموقف الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، فإن الكونغرس الأميركي لم يؤيد حتى الآن طلب إدارة بايدن تخصيص 60 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، علما أن الأموال المتفق عليها مسبقا نفدت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ويتم إرسال جزء من حزم المساعدات العسكرية المقدمة بالفعل إلى أوكرانيا وفقا للعقود السابقة.