“طوفان الأقصى” يوحد مطالب الإسرائيليين برحيل نتنياهو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

القدس المحتلة- في اليوم السابع لمعركة “طوفان الأقصى”، تعالت الأصوات في المجتمع الإسرائيلي التي تطالب برحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحملته مسؤولية الإخفاق في حسم الصراع والهجوم المفاجئ الذي شنته كتائب القسام على مستوطنات “غلاف غزة” وبلدات إسرائيلية في الجنوب.

تأتي هذه الدعوات التي منحتها صحف ووسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، مساحات واسعة، خلافا لعمليات عسكرية سابقة كان يشنها جيش الاحتلال على الفلسطينيين، إذ كان يتم التزام الصمت خلال عمل آليات الحرب، في حين تتم عملية جرد الحساب بعد انتهاء المعارك.

إخفاق نتنياهو في معركة “طوفان الأقصى” تصدر عناوين الصحف الإسرائيلية (الجزيرة)

إخفاق 2023

وفي ظل احتدام المعارك على جبهة الجنوب والغارات المكثفة التي يشنها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السابع، أُطلقت وثيقة حملة توقيع للإسرائيليين تحت عنوان “إخفاق 2023″، تطالب نتنياهو بالاستقالة والاختفاء من المشهد السياسي الإسرائيلي.

وخاطبت الوثيقة نتنياهو وتساءلت “ألا يكفي آلاف القتلى والجرحى الإسرائيليين لتستقيل من منصبك؟”، ووازنت هذه الوثيقة ومجموعة من المحللين والخبراء العسكريين بين إخفاق الجيش الإسرائيلي في حرب “يوم الغفران” 1973 والفشل الاستخباراتي في “طوفان الأقصى” 2023.

وبدا المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، أكثر وضوحا في كل ما يتعلق بموقف المجتمع الإسرائيلي من نتنياهو، حيث عنون مقاله بـ”بعد أن نقطع رؤوس حماس، سنري نتنياهو أين الباب”، في إشارة إلى أن نتنياهو الملقب بـ”ملك إسرائيل” يشكل خطورة على سيرورة واستمرارية إسرائيل، وأن سياساته هي السبب المباشر لما وصل إليه المجتمع الإسرائيلي.

الصحفي جاي رولنيك: نتنياهو أوصل الإسرائيليين إلى السراب والمستقبل المجهول (الجزيرة)
جاي رولنيك: نتنياهو أوصل الإسرائيليين إلى السراب والمستقبل المجهول (الجزيرة)

انهيار مفهوم الردع

ودعا بن كسبيت، نتنياهو إلى الرحيل والتنحي قائلا “لن يقترب نتنياهو أبدا من إنجازات إيهود أولمرت في المجال الأمني. نتنياهو تحدث بشكل أساسي ضد الأسلحة النووية، في حين دمر أولمرت هذه الأسلحة”.

وأشار إلى أن نتنياهو أطلق سراح 1100 من أعضاء حماس بما في ذلك جميع قادتها الحاليين في غزة، بينما رفض أولمرت إطلاق سراحهم قبل وقت قصير، لكن “نتنياهو عالق الآن في غزة، وكلنا في إسرائيل رهائن بين يديه”.

وخلص للقول “نتنياهو، السؤال ليس مع من ستبقى في اليوم التالي للحرب، بل ما إذا كنا -المجتمع الإسرائيلي- سنبقى هنا في اليوم التالي”.

وتابع “مدونتك أهم بالنسبة لك من الوطن وحياتنا. ربما حبسنا حماس في قفص وألقينا المفاتيح في البحر، حسنا، لقد انكسر القفص وخرج منه الوحش. لقد انهار مفهوم الردع مرة أخرى. بالضبط مثلما حصل بيوم الغفران قبل 50 عاما”.

صحيفة "هآرس" نشرت مقالات تدعو نتنياهو للرحيل وتحمله وحكومته مسؤولية الفشل (الجزيرة)
صحيفة “هآرتس” نشرت مقالات تدعو نتنياهو للرحيل وتحمله وحكومته مسؤولية الفشل (الجزيرة)

ضربة قوية

واستعرض محرر الشؤون المجتمعية في موقع “واللا” الإخباري، ديفيد فيرتهايم، المواقف بالمجتمع الإسرائيلي من نتنياهو، والتي عبرت عنها تقديرات الموقف لمراكز الأبحاث والتقديرات للمحللين وللباحثين.

وأشار إلى أن القول الفصل هو نعي حقبة نتنياهو الذي أنهى مسيرته السياسية عقب أحداث “السبت الأسود” بعد معركة “طوفان الأقصى”.

وفي مقالته بعنوان “لقد تلقت ظاهرة نتنياهو ضربة قوية، ولن تنهار دون قتال”، أشار فيرتهايم إلى أن نتنياهو وبعد انتهاء الحرب -مهما كانت نتائجها- سيرفض الاستجابة للأصوات العالية بالمجتمع الإسرائيلي التي تحمله مسؤولية الفشل قبالة حماس وتطالبه بالرحيل، وسيتمسك بالكرسي ولن يتنحى عن منصبه دون حراك جماهيري واسع ضده بالمجتمع الإسرائيلي.

ووصف الكاتب في صحيفة “هآرتس”، غيدي فايتس، الوضع في إسرائيل بعد “طوفان الأقصى” بالقول إن “الأحياء سيلاحقون نتنياهو في النهار، والأموات في الليل”.

وكتب الصحفي الإسرائيلي حاييم ليفنسون في الصحيفة ذاتها أن “مواطني إسرائيل يرون القيادة المنفصلة والمنعزلة ويصابون بخيبة أمل. لقد انتهت حقبة نتنياهو، لا بد من محاسبته في اليوم التالي”.

بدوره، يقول محرر الشؤون المجتمعية في موقع “واللا” إن هذه القراءات والتحليلات للكتّاب الإسرائيليين “ربما صادقة وتعكس حقيقة الواقع، لكن لا يمكن لأي شخص عاقل أن يتصور أن نتنياهو وحكومته سيتمكنان من الهروب من رعب الجمهور الإسرائيلي، وربما القانون أيضا، حيث يواصل نتنياهو المراوغة بينما لم يتم دفن جثث 1300 قتيل إسرائيلي بعد”.

يوسي فيرتر: سيخوض تنياهو بعد انتهاء الحرب صراعا على مسيرته السياسية عبر زرع الفتنة والانقسام بالمجتمع الإسرائيلي (الجزيرة)
يوسي فيرتر: سيخوض نتنياهو بعد انتهاء الحرب صراعا على مسيرته السياسية (الجزيرة)

جرد حساب

من جانبه، كتب المحرر في صحيفة “هآرتس”، نحاميا شتسلر، مقالا بعنوان “نتنياهو مذنب. يجب عليه الاستقالة”، دعاه من خلاله إلى التنحي عن منصبة وحمله مسؤولية الفشل والإخفاق في منع معركة “طوفان الأقصى”.

وقال إن نتنياهو ينتظره جرد حساب من المجتمع الإسرائيلي الذي يعيش مرحلة مصيرية ويخوض حربا وجودية بسبب نهج وممارسات نتنياهو وحكوماته المتعاقبة.

وأضاف شتسلر أنه يخشى من الحراك الواسع في المجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يتدحرج ككرة الثلج خلال سير الحرب وقبل أن تنتهي المعارك.

وقال “خلال جنازات قتلى إسرائيليين كثيرين هناك بالفعل كثيرون وعدوا بأنهم سيطاردون نتنياهو إلى الأبد في كلمات التأبين التي حملوها على قبور أبنائهم. وصرخ آخرون في المستشفيات على الوزراء في حكومته وتم طردهم ومنعهم من تفقد الجرحى”.

وخلص إلى القول “المواطنون الإسرائيليون هم الذين سيطيحون بنتنياهو. إنهم لا يحتاجون إلى حكومة طوارئ قومية مدعومة من بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وجدعون ساعر، الذين خدموا نتنياهو الذي بات مثل البطة الجريحة، وقدموا له -على طبق من الدم- الإسرائيليين، طوق نجاة مرحليا”.

تعميق الشرخ

ومع تعالي الأصوات التي تطالب برحيل نتنياهو، ذهب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، إلى أبعد من ذلك، حين اتهم حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو بتعميق الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي وإشعال فتيل “حرب الأخوة”.

وقال إن حكومة نتنياهو -ومع بدء الهجوم المباغت لحماس على الجنوب- تركت السكان الإسرائيليين في “غلاف غزة” والجنوب يواجهون مصيرهم لوحدهم.

وأوضح فيرتر أن إسرائيل تعاني الآن من نوع من الفوضى العكسية، التي لربما تبعث الأمل من أجل رحيل نتنياهو الذي سيواصل تمسكه بالكرسي.

وأضاف أن نتنياهو سيعمد بعد انتهاء الحرب إلى خوض صراع على مسيرته السياسية، عبر زرع الفتنة والانقسام والكراهية بالمجتمع الإسرائيلي، وسيستغل كل فرصة لتحميل الجيش والأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل والإخفاق في الحرب.

مستقبل مجهول

وكتب محرر الشؤون السياسية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنيع تحت عنوان “خراب البيت”، “نحن في حزن وحداد على القتلى الإسرائيليين، لكن الفقدان لم ينته بعد، لقد فقد وخسر سكان الغلاف دولة إسرائيل، وضاعت بالنسبة لجميع الإسرائيليين بسبب سياسات نتنياهو”.

من جانبه، كتب محرر الشؤون الاقتصادية في صحيفة “ذي ماركر” جاي رولنيك، تحت عنوان “نتنياهو.. اذهب إلى البيت”، ودعاه إلى التنحي واتهمه بالتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية وإيصال إسرائيل إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الذي لم تعهده منذ “حرب الاستقلال” (نكبة 1948).

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *