صنداي تايمز: لا أحد يستطيع إغلاق “غوانتانامو” لؤلؤة جزر الأنتيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

“مرحبا بك في غانتانامو، لؤلؤة جزر الأنتيل”، هي التحية التي تستقبلك عند هبوط طائرتك العسكرية المستأجرة على المدرج المترب في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو.

هكذا ابتدأ الكاتب جوش غلانسي مقاله بصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية وهو يحكي تجربته في رحلته الغريبة الأسبوع الماضي إلى هناك.

يقول غلانسي إن كلمة “لؤلؤة” هي إحدى الطرق لوصف ذلك الخليج المقفر، لكنه “خلّاب”، والواقع على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا؛ حيث مقر قاعدة عسكرية أميركية والسجن السيئ الصيت الأشهر في العالم.

يعج بالجرذان والزواحف

وغوانتانامو -حسب وصف الكاتب- خليج يعج بالجرذان ويقيم فيه 8500 من جنود الجيش ومشاة البحرية الأميركيين، ويغص بزواحف إيغوانا، وهي فصيلة من السحالي التي تنتشر في أميركا الوسطى والبحر الكاريبي. وهناك أيضا يقبع 5 من المشتبه بارتكابهم هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود حانة تقدم مشروبا يُسمى “بينا كولادا” -وهو مزيج مُسكِر- ومتجر للهدايا وبعض من أقدم القطع الأثرية في التاريخ الأميركي الحديث. إنه أحد أغرب الأماكن على وجه الأرض، بحسب المقال.

يحكي غلانسي أنه أمضى أسبوعا في غوانتانامو قبل 5 سنوات لتغطية جلسات استماع إجرائية تمهيدية لمحاكمة المشتبه فيهم الخمسة؛ بقيادة العقل المدبر المفترض خالد شيخ محمد، المتهمين بتدبير وتمويل الهجوم “الإرهابي” على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن.

ويضيف أنه أقام في مدينة من الخيام مكيفة الهواء تُسمى “معسكر العدالة”، وهو ما ينم عن مفارقة ساخرة يتمتع بها الأميركيون، وفق تعبيره.

ويوضح الكاتب أنه أُعيد مرة أخرى إلى غوانتانامو الأسبوع الماضي بينما كان يستمع إلى برنامج “المسلسل” الجديد، وهو عبارة عن بودكاست إذاعي أميركي يُبث على العديد من محطات الإذاعة العامة في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم، حيث ساهم في تفريخ عدد لا يحصى من المقلدين بضاحية بروكلين في نيويورك من محبي موسيقى الجاز الذين يسردون حكايات طويلة مصحوبة بنغمات موسيقية.

كل سجين يكلف 13 مليون دولار

ويعتبر غلانسي الحلقة الأخيرة من هذا البودكاست مثيرة للاهتمام كونها “تخدش جسد السياسة الأميركية”. وللحق فإن كثيرا من الناس يعتقدون أن معتقل غوانتانامو مغلق الآن، لكن الواقع ليس كذلك، كما يؤكد كاتب المقال الذي يكشف أن هناك نحو 30 سجينا ما يزالون محتجزين فيه مقارنة بـ780 سجينا في سنوات الذروة. ويُكلف كل سجين من السجناء المتبقين الخزينة الأميركية 13 مليون دولار في السنة، وفق إفادة المقال.

وكان هذا السجن -الذي يصفه الكاتب بأنه مستنقع خارج نطاق القانون- يخضع لمراقبة فرق جرَّارة من الجنود الشبان، الذين أمضوا ساعات النهار في استجواب المعتقلين، بينما كانوا يقضون أمسياتهم في الحانة ويمارسون الجنس، على حد تعبير غلانسي.

ويعتقد الكاتب أن النزلاء المتبقين قد يموتون في خليج غوانتانامو، مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية بالفعل لتحويل المعتقل إلى مركز لرعاية مرضى السرطان من هؤلاء السجناء “إلى الأبد” وتخفيف الآلام عن أجسادهم المنهكة.

ويمضي غلانسي إلى الزعم أن لا أحد بمقدوره إغلاق غوانتانامو نظرا لأن نزلاءه الخمسة لم يمثلوا أمام المحكمة بعد، “وربما لن يمثلوا أبدا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *