نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا لكبير مراسليها لشؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتزمان، تحدث فيه عن أوضاع مدن شمال إسرائيل التي ترزح تحت وطأة حرب استنزاف يشنها حزب الله اللبناني.
ولطالما استهدف حزب الله المنطقة الواقعة وسط الجبال بين بلدة ميرون ومدينة صفد في الجليل الأعلى شمال إسرائيل، وقد بدت خالية هادئة الآن حتى إنه يمكن سماع زقزقة العصافير بوضوح، وفق تقرير الصحيفة.
وحكى المراسل تجربته في تلك المنطقة، وقال إن شمال إسرائيل -بالقرب من مستوطنة كريات شمونة على الحدود مع لبنان- بدا مهجورا إلا من قلة من السيارات كان معظم سائقيها مضطرين للذهاب لقضاء أعمال ضرورية، أو من جنود وأفراد شرطة مروا على الطريق.
فراغ
وكان هناك عدد قليل من سيارات “الجيب” وسيارات الإسعاف التابعة للجيش، في حين فتح عدد محدود من المحلات التجارية التي تبيع مواد غذائية أبوابها، وبخلاف ذلك لم يشاهد المراسل أحدا يمر من هناك.
وفي أحد الشوارع، شاهد فرانتزمان سيارتين محترقتين بسبب قذيفة أطلقها حزب الله، وكانت الملاعب فارغة.
وبالقرب من تلك المنطقة، بدت الطرقات القريبة من نهر الأردن -التي عادة ما تكون مكتظة بالسياح في هذا الوقت من السنة- خالية.
وبالقرب من مستوطنة كفر بلوم، وهي منطقة غالبًا ما يستهدفها حزب الله في وادي الحولة، كان هناك عدد قليل من العمال الزراعيين في الحقول مع الجرارات الزراعية.
وقال مراسل جيروزاليم بوست إنه سلك الطريق السريع رقم 89، الذي يتجه من البحر الأبيض المتوسط فوق جبال الجليل الأعلى، للوصول إلى وادي الحولة.
وأضاف أن هذا الطريق -الذي يمر عبر مستوطنتي حرفيش وساسا وقرى أخرى- مأهولة بالسكان الدروز والعرب التي لم يتم إخلاؤها على عكس التجمعات اليهودية على الحدود اللبنانية.
ولكن في وادي الحولة شاهد فرانتزمان أعمدة الدخان تتصاعد من المرتفعات الواقعة جنوبا حيث تقع مستوطنة مرغليوت وغيرها من التجمعات السكانية على طول الحدود اللبنانية. وقد استُهدفت إحدى هذه المناطق صباح يوم الأحد، مما أدى إلى اندلاع حريق.
وبدا الوادي بأكمله عرضة لنيران حزب الله، وكان بالإمكان سماع أزيز طائرة حربية من بعيد.
وتلوح في الأفق مرتفعات الجولان، التي وصفها المراسل بأنها عطشى وجافة، في حين كان جبل دوف وجبل الشيخ باديين للعيان، وكذلك بلدة “المطلة” والحدود مع لبنان.
استنزاف
وقال كاتب التقرير إنه سمع دوي انفجارات من بعيد فوق مستوطنة كريات شمونة، وترددت أصداؤها في الوادي، وتبعتها انفجارات أخرى بعد ساعة فيما بدا أنها محاولات لاعتراضها من قبل نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.
هكذا تدور الحرب في الشمال يوميا، حسب فرانتزمان، حيث يهاجم حزب الله وترد عليه إسرائيل.
أما “المدنيون” -يتابع الكاتب- فإن الغموض يكتنف مستقبلهم هناك، فكل يوم يجلب معه مزيدا الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف، وهي الحال التي ظلوا يرزحون تحتها منذ شهور.
وحسب الكاتب، يعمل المدنيون في الغالب في فرق الطوارئ الاحتياطية في المجتمعات المحلية، أو في الجيش أو الشرطة، أو سائقي سيارات إسعاف، إلى جانب عملهم في الحقول.
وأوضح فرانتزمان -في تقريره- أن شمال إسرائيل يواجه حرب استنزاف لا نهاية لها، يواجه حربا لا ينتصر فيها أحد، على حد تعبيره.