غزة- تعيش مدينة رفح مشاهد يومية غير مسبوقة ناجمة عن اضطرار نصف سكان قطاع غزة للنزوح إلى هذه المدينة الصغيرة أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر هربا من حمم النيران الإسرائيلية التي تفتك بهم للشهر الرابع على التوالي.
ومن بين 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في هذا الشريط الساحلي الصغير يقيم نحو نصفهم حاليا في مدينة رفح، وأغلبيتهم يجدون صعوبة بالغة في العثور على مأوى، وقد انتشرت الخيام في الشوارع والطرقات والأماكن العامة وسط المدينة وحتى شاطئ البحر غربا.
وتقدر مساحة مدينة رفح بنحو 32 كيلومترا مربعا تمتد من حدودها مع مدينة خان يونس شمالا وحتى الحدود المصرية جنوبا، ومن السياج الأمني الإسرائيلي شرقا وحتى شاطئ البحر غربا.
وتشغل الكثافة السكانية نحو 20 كيلومترا مربعا منها، فيما بقية مساحتها أراض زراعية أو يتعذر الوصول إليها واستغلالها لوقوعها في نطاق ما تسميها إسرائيل “المنطقة الأمنية العازلة” المتاخمة للسياج الأمني.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم تتوقف موجات النزوح إلى هذه المدينة.
وبحسب تقديرات رسمية، فإن عدد النازحين يتجاوز مليون نازح، بينهم نحو 713 ألفا في مراكز إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بما يشمل النازحين في منازل الأقارب والأصدقاء، فيما زهاء 268 ألف نازح يقيمون في خيام صغيرة ومتناثرة في الشوارع والميادين والساحات العامة، وجلهم في منطقة المواصي غرب المدينة.
وقد ضغطت موجات النزوح الواسعة والمتلاحقة على المرافق والخدمات العامة في هذه المدينة الصغيرة والفقيرة، وأدى إلى زيادة ذلك بؤس الحياة في ظل شح المياه وتدفق مياه الصرف الصحي بالشوارع ومنازل المخيمات.
وتقف السلطات المحلية عاجزة أمام هذه الحالة الاستثنائية، وبحسب رئيس لجنة الطوارئ المركزية في رفح الدكتور أحمد الصوفي فإنهم بحاجة إلى نحو 50 ألف خيمة لإيواء النازحين المشردين، فيما لا يمكنهم حل إشكاليات كثيرة بسبب الحرب والحصار.