غزة- تعتصر الحسرة قلبيْ العروسين جهاد وعهد أبو طعيمة، اللذين لم يمضِ على زواجهما سوى أيام قليلة، ولم تمهلهما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الوقت للفرح بشقتهما السكنية الجديدة في بلدة “عبسان الكبيرة” شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ودمرت غارات جوية إسرائيلية منزل عائلة جهاد، حيث شقته السكنية من بين عشرات المنازل المتجاورة في “حي الطعيمات” بالبلدة، وهي واحدة من بلدات شرقي خان يونس، ويشتهر سكانها بالعمل في الزراعة.
وبدا هذا الحي وكأن زلزالا عنيفا أصابه ولم يبقَ من مبانيه ومنازله السكنية “حجرا على حجر”، وقد حوّلها القصف الجوي الإسرائيلي إلى أكوام من الركام والحجارة المتناثرة.
حرقة
ويقيم جهاد وعهد في مركز إيواء تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة خان يونس، وهو واحد من 156 مركزا على مستوى القطاع تأوي أكثر من مليون نازح، إضافة إلى مئات آلاف النازحين في مدارس ومرافق حكومية، وفي منازل الأقارب والأصدقاء.
ويتساءل جهاد بحرقة “ما ذنبنا، نحن هنا مدنيون أبرياء ونعرف بعضنا بعضا، وليس بيننا أي مواقع عسكرية أو أهداف للمقاومة”.
واستأنف جيش الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، غاراته الجوية العنيفة على القطاع، بمجرد انتهاء اليوم السابع من اتفاق الهدنة المؤقتة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي انطلقت يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وانهيار مباحثات تمديدها وقتا إضافيا.