غزة- جعلت أزمة الأحذية في قطاع غزة من شراء حذاء جديد لوالدته حلما بالنسبة للطفل عبد الله كعبر، الذي حمل “شبشب” (نعْل) أمه القديم لرتقه وإصلاحه مرارا لدى الإسكافي الشاب محمد شامية في خيمة يقيم بها مع أسرته النازحة من مدينة غزة.
بعد نزوحه رفقة عائلته من مخيم الشاطئ إلى مدينة رفح، وفّر شامية أدوات بسيطة وخيوطا لمواصلة عمله في مهنة رتق وإصلاح الأحذية البالية والتي أنعشتها الحرب، وينتشر العاملون بها صغارا وكبارا في الأسواق والشوارع العامة.
وبات الطفل عبد الله زبونا دائما لدى شامية في خيمة النزوح التي يقيم بها وخصص جزءا منها كورشة لإصلاح الأحذية، ويقول للجزيرة نت “أتمنى شراء شبشب جديد لأمي، لكن وضعنا صعب وهناك أزمة شباشب بالبلد وأسعارها غالية كثيرا”.
فتية حفاة
وتولدت عن الحرب أزمة أحذية بأنواعها المختلفة، ولكل الأعمار، جراء عدم دخولها عبر المعابر للشهر السابع على التوالي، مما أدى إلى شحها في الأسواق وارتفاع أسعارها أضعافا مضاعفة، خاصة “الشبشب” وهو الأكثر استخداما في المخيمات وأوساط الطبقات الفقيرة.
وقد ارتفع سعره إلى 5 أو 6 أضعاف، ويتراوح متوسط ثمنه حاليا بين 20 و25 دولارا، وأكثر من ذلك حسب نوعه وجودته.
الكثيرون من أمثال شامية ينتشرون في مدن ومخيمات جنوبي القطاع، يتقاضون مبالغ زهيدة مقابل رتق الأحذية البالية، في حين باتت رؤية فتية وفتيات حفاة في الشوارع مشاهد مألوفة في قطاع غزة، الذي يواجه حربا ضارية وحصارا خانقا.