ناشد مقال، نشره موقع “ذا هيل” الأميركي، المجتمع الدولي أن يطالب بإجراء تحقيق مستقل في مذبحة وقعت بإقليم أمهرة في إثيوبيا. وأوضح المقال الذي كتبه ميسفين تيغينو، وهو أحد كُتاب مقالات الرأي بالموقع، أن هذه المذبحة نُفذت قبل 3 أسابيع، لكن العالم يتحرك ببطء للتعامل مع الفظائع المروعة التي تقع في إثيوبيا.
ونقل الكاتب عن مسؤولين حكوميين في حقوق الإنسان إقرارهم بأن جنود الحكومة الإثيوبية ذبحوا في قرية ميراوي ما لا يقل عن 80 مدنيا خلال الهجوم الذي وقع أواخر يناير/كانون الثاني الماضي في منطقة أمهرة الشمالية، حيث قامت قوات الجيش التابع لنظام رئيس الوزراء آبي أحمد بقمع انتفاضة، دهمت خلالها المنازل وألقت جثث الضحايا في الشارع.
وأشار تيغينو إلى أن بعض التقارير ترجّح أن يكون عدد الضحايا أعلى من ذلك بكثير، وربما يصل إلى 150، بينهم نساء وأطفال وامرأة حامل واحدة على الأقل.
ناجون حكوا عن الترويع
وأضاف أن الشيء الوحيد الأكثر رعبا من عدد القتلى هو الترويع الذي حكى عنه الناجون، إذ قال أحد السكان -الذي فقد شقيقه في المذبحة- لصحيفة غارديان البريطانية إن الجنود كانوا “يقتحمون المنازل ويحطمون الأبواب” بوحشية، وإنه يعرف شخصيا ما لا يقل عن 45 حالة وفاة.
وقال كاهن أرثوذكسي -وصل إلى ميراوي يوم 30 يناير/كانون الثاني بعد وقت قصير من المذبحة- إنه رأى ما لا يقل عن 50 جثة متناثرة على طول الطريق السريع الرئيسي في القرية، وإنه يبدو أن معظمهم أُعدم بإطلاق النار على رؤوسهم.
اعتراف حكومي بالمذبحة
وذكر الكاتب أن التقارير الموثوقة عن عمليات القتل خارج القضاء في وسائل الإعلام الغربية أجبرت مجلسا للتحقيق تابعا للحكومة الإثيوبية على الاعتراف بالمذبحة وفتح تحقيق.
وقال إن هذا التحقيق يأتي بعد أن قال السفير الأميركي لدى إثيوبيا، إرفين ماسينغا، إن الحكومة الأميركية “تشعر بقلق عميق” بشأن الأحداث الأخيرة في أمهرة، ودعا الحكومة “لضمان تقديم الجناة إلى العدالة”، مضيفا أنه مع ذلك لم تحظ هذه “المذبحة المروعة” حتى الآن باهتمام كبير، سواء في وسائل الإعلام الأميركية أو من صناع القرار الرئيسيين في واشنطن.
وطالب الكاتب الحكومة الأميركية وحلفاءها باستخدام نفوذهم المعنوي والاقتصادي لإجبار نظام آبي أحمد على إنهاء حالة الطوارئ وسحب قواته من المنطقة.
تحذير من انزلاق إلى إبادة جماعية
وحذر تيغينو من أن إراقة الدماء في ميراوي تنذر بانزلاق إثيوبيا بسرعة إلى موسم الإبادة الجماعية والمجاعة، قائلا إن العالم لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي كما فعل في رواندا وأدى إلى هذه النتائج المأساوية، “لقد حان الوقت للعمل الدولي”.
واستمر يقول إن الأزمة المتنامية في إقليم أمهرة تمثل فرصة لإدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها الغربيين ووكالات الإغاثة للوفاء بوعودها بشأن شراكة حقيقية في أفريقيا تضع حقوق الإنسان في المقدمة.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قال إن أسفه الأكبر، بعد 8 سنوات في البيت الأبيض، كان على فشله في التدخل في رواندا عام 1994.
وأوضح تيغينو أن نظام آبي أحمد شن حملة قمع وحشية ضد المدنيين في منطقة أمهرة منذ الربيع الماضي استخدمت خلالها المسيرات لتنفيذ غارات من منزل إلى منزل وتدمير الكنائس وغيرها من المعالم التاريخية، وحرق مخازن الحبوب التي تحتوي على الإمدادات الغذائية الحيوية، حتى بعد أن قاتلت القوات التي تقود الانتفاضة في الإقليم إلى جانب الحكومة لإخماد تمرد آخر في منطقة تيغراي خلال السنتين الماضيتين.