في الوقت الذي تقتل فيه قوات الاحتلال الصحفيين الذين ينقلون للعالم ما ترتكبه من جرائم في قطاع غزة ولبنان، قام كبير مذيعي القناة الـ12 داني كوشمارو بتفجير منزل في قرية عيتا الشعب اللبنانية، كنوع من التشريف، حسب تقرير أعدته فاطمة التريكي.
ووفقا للتقرير، فقد كان كوشمارو -الذي عرف بمرافقته لقوات الاحتلال في عدوانها على غزة ثم في حربها على لبنان- ضمن قوة من لواء غولاني عندما قرروا منحه شرف تفجير المنزل المطل على الأراضي المحتلة قبل انسحابهم خشية نيران حزب الله التي تلاحقهم في أي قرية حدودية يدخلونها.
عمل ليس جديدا
ولم يكتف المذيع بتفجير البيت، لكنه صوَّر الواقعة كنوع من التأريخ لدوره العسكري الذي يقوم على هامش قيامه بعمله الصحفي، وهو دور سبق أن لعبه في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة عندما ظهر وهو يتجول في المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة، حسب التريكي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها كوشمارو سلوكا عسكريا وهو يقوم بعمله الصحفي -كما تقول التريكي- “فقد ظهر مفجر البيوت هذا مرة على الشاشة وهو يحمل سلاحا رشاشا قال إنه جاء به كغنيمة من غزة، ومرة أخرى دعا على الهواء مباشرة لتجويع المدنيين في القطاع بشكل كامل”.
وحسب التقرير، فإن ما يقوم به كوشمارو “لا يعتبر استثناء في الإعلام الإسرائيلي الذي تسيطر عليه لغة التحريض على القتل والتجويع في زمن الحرب، وقد سبق لصحفيين أن وقعوا بأسمائهم على قنابل قبل إسقاطها على غزة”.
وترى التريكي أن سلوك كوشمارو وغيره من الصحفيين “يثير تساؤلات حول سلوك الإعلام الإسرائيلي الذي تجاوز كافة الأعراف المهنية وأصبح لا يكتفي بالتحريض على القتل والتدمير وإنما يشارك فيه أحيانا”.
تناقض صارخ
والمفارقة -كما يقول التقرير- أن إسرائيل التي يقوم صحفيوها بتفجير البيوت والدعوة لتجويع النساء والأطفال هي نفسها التي تقتل الصحفيين الفلسطينيين -وخصوصا العاملين مع الجزيرة- بمزاعم لا دليل عليها ولا حجَّة، بينما قادة تل أبيب وحلفاؤهم في الغرب لا يتوقفون عن التغني بالديمقراطية الإسرائيلية وفي القلب منها حرية الصحافة والإعلام.
وفي الوقت الذي ينشر فيه كوشمارو صوره وهو يفجر بيوت المدنيين في لبنان، يلقي جيش الاحتلال باتهامات باطلة على من تبقى من مراسلي الجزيرة في غزة ويقول إنهم يشاركون في أعمال القتال.
وبموازاة الجدل الداخلي حول ارتباط الإعلام الإسرائيلي بتيارات السياسة والمجتمع ورجال الأعمال والسعي للتمويل وسقوف الاستقلال ومحاباة اليمين المتطرف، فإن الاحتلال لا يتردد في إلقاء التهم والقنابل على كل من ينشر وينقل جرائمه، كما تقول التريكي.
ويضيف التقرير “لقد قتلت إسرائيل عددا من صحفيي الجزيرة وقتلت عائلات عدد آخر وحظرت عمل الشبكة في الضفة الغربية وعموم الأراضي المحتلة، ثم نشرت مؤخرا ما تقول إنه أدلة على عمل بعض مراسلي الشبكة في غزة مع المقاومة في خطوة اعتبرها كثيرون تمهيدا لاغتيالهم”.
وختمت التريكي بالقول إن العالم الذي على استحياء بقتل الصحفيين في غزة أو لبنان، “لم ينكر على كوشمارو ورفاقه جرائمهم المعلنة كما لم تنبذهم فضاءت الإعلام وربما يخرجون كضيوف للحديث عن تجربتهم في التغطية وتفجير البيوت قبل الانسحاب فرارا من المقاومين”.