قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم طاقة تدميرية كبيرة جدا في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، وذلك ضمن الإستراتيجية التي يعتمدها منذ بداية الحرب والتي لا تعير أي اهتمام للمدنيين.
ورجح الفلاحي -في تحليله العسكري لتطورات الحرب في غزة على قناة الجزيرة- أن يكون جيش الاحتلال قد توصل، من خلال الاستطلاع الجوي أو البري، إلى وجود عناصر من المقاومة الفلسطينية في منطقة النصيرات.
وعن سبب تركيز الاحتلال على تدمير المباني في المناطق الممتدة من حدود غزة وصولا إلى البحر، أوضح العقيد ركن حاتم الفلاحي أن جيش الاحتلال قد يتخذ هذه المنطقة مكانا لتمركزه خلال الفترة القادمة، ولذلك يقوم بتجريفها وتدميرها لتوفير مساحات مفتوحة لقطاعاته العسكري، كي تقوم بالرمي والمراقبة والرصد.
ويحاول جيش الاحتلال ترتيب أوضاع القطاعات داخل قطاع غزة لتأمين الحماية لها، لكنه لن يشعر بهذا الأمن -برأي الخبير العسكري والإستراتيجي- لأن المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها، وبالأمس أطلقت صواريخ باتجاه مناطق في غلاف غزة.
وأشار إلى أن الإشكالية التي يواجهها جيش الاحتلال في مدينة غزة هو أنه يحتل شريطا ضيقا جدا، مما يعني أنه قابل للخرق من قبل المقاومة الفلسطينية من أي جهة كانت.
وعن التوغل الإسرائيلي في بيت حانون شمالي قطاع غزة ثم الانسحاب، شبّه الخبير العسكري هذا الدخول بما حدث في السابق بمستشفى الشفاء، حيث قام باعتقال الفلسطينيين هناك وأخضعهم للتحقيق في محاولة منه للعثور على معلومات تفيده عسكريا واستخباراتيا.
وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن جيش الاحتلال يقوم بعمليات تفتيش وتطهير للمناطق التي دخلها سابقا مثل بيت حانون، لأن هذه المناطق لم تخضع للسيطرة الكاملة.
وكانت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي قد انسحبت من بيت حانون بعد توغل دام أكثر من 36 ساعة، حاصرت خلالها مراكز إيواء النازحين واعتقلت عددا منهم، ونكلت بأهالي البلدة.
وأظهرت مشاهد الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال، حيث جرفت الأراضي الزراعية قبل انسحابها من البلدة.