تشير الأوضاع على الأرض إلى أن مدن عسقلان وأسدود وبئر السبع ستكون في مرمى نيران المقاومة، إضافة إلى مجمعات مستوطنات أشكول وأشكلون وأشدود، لكنّ خبراء عسكريين يؤكدون أن المسألة تتطلب تنويعا في الأهداف من جانب المقاومة.
وتضم منطقة غلاف غزة 55 مستوطنة يسكنها أكثر من 50 ألفا يواجهون صواريخ القسام، بعدما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها ستتبنى سياسة التهجير مقابل التهجير.
وتمكن مقاتلو القسام من الدخول إلى هذه المدن والمستوطنات خلال الساعات الأولى لعملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الجاري، قبل أن تستعيد قوات الاحتلال السيطرة على أجزاء كبيرة منها لاحقا بعد قصف صاروخي ومدفعي عنيف.
وبحسب تقرير “إنفوغراف” عرضته الجزيرة، فقد شهدت الساعات الماضية تنفيذ المقاومة عمليات عسكرية من المسافة صفر في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، وتحديدا في جنوب عسقلان الذي يضم مستوطنات زيكيم ومفكعيم ونتيف عسراه وسديروت.
وخلال الأيام الأولى للمواجهة، كانت المقاومة تسيطر على مساحة تبلغ 70 كيلومترا في مستوطنات غلاف غزة بشكل شبه كامل بعد هروب قوات الاحتلال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء الاشتباك مع مقاتلي القسام في مستوطنة زيكيم، التي تضم معسكرا ومحطة كهرباء تغذي جنوب إسرائيل.
وفيما يتعلق بتبني سياسة التهجير من جانب المقاومة، يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن صواريخ القسام قد تحقق تهجيرا نسبيا لسكان مستوطنات غلاف غزة، لأنهم لم يتعودوا على العيش تحت القصف لكنهم في الوقت نفسه يعيشون في بيوت مجهزة للحرب ومزودة بالملاجئ على عكس سكان غزة.
وقال الدويري إن المقاومة تعتمد في حربها على معرفة نقاط الضعف واستهدافها، لأن القبة الحديدية الإسرائيلية لديها إمكانيات يتم تحديثها.
إلى جانب ذلك، فإن لدى إسرائيل 10 بطاريات صاروخية لصد الهجمات موزعة على عدة مناطق، والمقاومة تعرف هذه الأماكن، وبالتالي يمكنها التغلب على القبة الحديدية، كما يقول الدويري.
تنويع الأهداف
ورغم أن القبة تتميز بتحديد نوع الصاروخ القادم من جهة غزة والهدف المطلوب، فإنها في الوقت نفسه تحتاج 15 ثانية من أجل التصدي، وهو ما لا يتوفر في عسقلان التي تبعد عن غزة بمسافة 14 ثانية فقط، بحسب الدويري.
وإذا انطلق الصاروخ من منطقة بيت لاهيا إلى عسقلان، فإن أي تأخر في التعامل معه لمدة تزيد عن 14 ثانية يعني أنه سيصيب الهدف، غير أن بعض الأهداف المهمة موجودة خارج غلاف غزة وبالتالي هي صعبة المنال.
وعلى سبيل المثال -يضيف الدويري- فإن مطار بن غوريون يقع في تل أبيب، لكن ما إن يتم استهدافه حتى تنطلق صفارات الإنذار، وتبدأ حالة الهلع واضطراب حركة الطيران، مما يضرب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل.
هناك أيضا مستودعات الأمونيا في منطقة حيفا والتي ستقف القيادة الإسرائيلية على رجل واحدة في حال استهدافها، وبالتالي، فإن على المقاومة أن تمزج بين الأهداف البسيطة والإستراتيجية، برأي الدويري.
وفيما يتعلق بتحرك حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد من السواحل الإيطالية إلى منطقة قريبة من إسرائيل في شرق المتوسط، قال الدويري إنه لن يؤثر مطلقا على مجريات الحرب في غزة لأنه تحرك يمثل فقط استجابة أولى لتحذير الرئيس جو بايدن للأطراف الأخرى (إيران) من الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل.