اتفق خبراء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يختلق الذرائع لمواصلة العدوان على قطاع غزة وعدم الذهاب لصفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولفت بعضهم إلى أن اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح قد يكون لتسويق نصر كاذب.
وبحسب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فقد كان دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح حتميا، لأن نتنياهو ربط بين فكرة الانتصار والدخول إلى المدينة الحدودية مع مصر، مؤكدا أنه واليمين المتطرف “لا يريدان أي صفقة مع حماس بل يريدان استسلامها”.
وتوقع أن نتنياهو سوف يوسع عملية رفح ويعمقها وفق المستجدات الميدانية العسكرية إذ إنه ينفذ العملية حاليا بشكل بطيء وتدريجي وينتظر نتائج الميدان بهدف إطالة الحرب.
ووصف مصطفى من يثق بنتنياهو بأنه ساذج لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يختلق الحجج ويخدع الرئيس الأميركي جو بايدن ويتلاعب به، مشيرا إلى أنه يمارس الخداع مجددا للمجتمع الإسرائيلي “الذي لم يعد يثق به”.
وأضاف أن فئة كبيرة من الإسرائيليين باتت على قناعة أن عملية رفح شنت لـ”تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية لليمين الإسرائيلي وليست لها تداعيات عسكرية”، لافتا إلى أن الاحتجاجات في إسرائيل لم تشكل ضغطا حقيقيا على الحكومة لتغيير سياساتها بشأن الحرب واستعادة الأسرى كأولوية.
نتنياهو ومنظومته يلعبان بالنار
بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إن نتنياهو أثبت مجددا أنه لا يعبأ بحياة الأسرى وقتلهم حتى لا يوقف الحرب مفضلا مصالحه السياسية على وقف إطلاق النار وإنقاذ الأسرى.
ويعتقد البرغوثي، أن نتنياهو يريد استخدام اقتحام معبر رفح كصورة انتصار كاذب يبرر اضطراره للموافقة على اتفاق مع حماس لاحقا أو استخدامه لتوسيع عملية رفح والاستمرار بالعدوان على غزة.
وشدد على أن الكرة الآن بملعب الولايات المتحدة التي كانت تردد بأن هناك مقترحا جاهزا لوقف الحرب ينتظر موافقة حماس، مبينا أن النص الذي وافقت عليه الحركة كانت قد وافقت عليه واشنطن وتل أبيب.
وأقر البرغوثي بأن المنظومة الإسرائيلية تكذب وتلعب بالنار في حين أدارت حماس المفاوضات بحكمة وذكاء وقدمت بعض المرونة لحماية الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية، كما أنها وضعت نتنياهو على المحك أمام الإسرائيليين والعالم وكذلك أميركا.
ورغم بدء عملية رفح، لن ينجح نتنياهو بتحقيق أهدافه باقتلاع المقاومة -وفق البرغوثي- الذي طالب بمزيد من صمود الفلسطينيين وتصعيد التظاهرات ضد إسرائيل وفرض عقوبات عليها، والتوجه إلى محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، إضافة لتصعيد الأطراف العربية والإسلامية ضغوطها.
ويؤمن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن بايدن وحزبه الديمقراطي سيخسران كثيرا إن استمرا بعدم القيام بواجباتهما والظهور بمظهر العاجز عن تنفيذ ما تعهدا به، مطالبا واشنطن بلجم نتنياهو ووقف عملية رفح التي قال إنها “لن تحقق أهدافها باقتلاع المقاومة واستعادة الأسرى والتطهير العرقي”.
“إسرائيل قتلت أسراها”
من جانبه، يرى المسؤول السابق بالخارجية الأميركية وليام لورانس، أن نتنياهو يختبر بايدن ويفعل الآخر الشيء ذاته، كدخول نتنياهو رفح مع التعهد بعدم قتل الكثير من المدنيين، في حين يقول بايدن إن بلاده أوقفت بعض شحنات السلاح لإسرائيل، وقد تستمر بالضغط أكثر.
ووفق لورانس، يعتقد بايدن أن حماس ونتنياهو يريدان نصرا كاملا لهما وهزيمة مطلقة للطرف الآخر، مطالبا الأميركيين بالضغط بشكل أكبر “لأن أخذ الأمور إلى حافة الهاوية ليس بمصلحة الفلسطينيين”.
وأضاف “لو استمرت عملية رفح لا بد أن يكون هناك ضغط أميركي”، لكنه تساءل “هل يكون كافيا لإيقافها؟”، ليكمل بأن “نتنياهو يريد تحدي الأميركان حتى النهاية”.
ونبه إلى أن إسرائيل قتلت 40 من “رهائنها” (الأسرى) في غزة، في وقت لم تقتل حماس أيا منهم، في إشارة منه إلى فشل ما تسميه تل أبيب “الضغط العسكري لإنقاذ الأسرى المحتجزين”.