رفضت الهند أمس ما وصفتها بـ “الاتهامات العبثية” التي وجهتها إليها الحكومة الكندية بالضلوع في اغتيال زعيم للسيخ غرب كندا في يونيو/حزيران الماضي.
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة إيكونوميست أن التوتر بين البلدين تصاعد بعد مقتل هارديب سينغ نيجار الذي يحمل الجنسية الكندية وكان رئيسا لمعبد سيخي ومن دعاة إنشاء دولة مستقلة للسيخ باسم “خالستان”.
وتبدأ القصة عندما استقلت الهند عن بريطانيا عام 1947، حيث اعتقد قليلون خارج البلاد أن اتحادا يضم مثل هذه الولايات المتنوعة يمكن أن يتماسك معا. وكانت إحدى الحركات الأكثر ديمومة هي حركة “خالستان” التي تسعى إلى إنشاء وطن مستقل لطائفة السيخ في الهند.
وتعود أصول خالستان إلى السيخية، وهي ديانة ظهرت في القرن الـ15 في منطقة البنجاب شمال الهند، ويمارسها 23 مليون شخص في البلاد و3 ملايين آخرين حول العالم.
وعند الاستقلال، حاول بعض السيخ تحقيق هذه الرؤية من خلال إنشاء دولة منفصلة. لكنها كانت صغيرة وقتها. وقسم البريطانيون البنجاب بين الهند وباكستان. واختار معظم السيخ الذين يعيشون على الجانب الباكستاني الانتقال إلى الهند.
وبحسب المجلة، فقد نجا حلم خالستان. وأواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات عادت الحركة إلى الظهور، مدعومة بتزايد أعداد الشتات السيخي في أماكن مثل بريطانيا وكندا. وعام 1980 أعلن جاجيت سينغ تشوهان، وهو طبيب في لندن، نفسه رئيسا لـ”جمهورية خالستان”.
ومع تزايد الصخب داخل الدولة من أجل المزيد من الحكم الذاتي والسياسات لصالح السيخ، اعتقد الحزب الحاكم في الهند آنذاك أن مثل هذه الطلبات ترقى إلى مستوى الانفصال. وفي الثمانينيات تحولت حركة الحكم الذاتي إلى أعمال عنف.
ومع انتشار العنف في جميع أنحاء ولاية البنجاب، قررت الحكومة الهندية دخول معبد السيخ الذهبي لطرد ما وصفتهم بالإرهابيين، وقتل في هذه العملية آلاف الأشخاص، منهم المئات من القوات الحكومية والحجاج.
وهو ما ترك “جرحا جماعيا في نفسية السيخ”. وبعد أسابيع قتلت رئيسة الوزراء أنديرا غاندي -التي أمرت بالهجوم- بيد حراسها الشخصيين من السيخ. وهو ما أثار المزيد من العنف في جميع أنحاء البلاد، وهوجم السيخ وقتل منهم الآلاف.
وتابعت المجلة أن هذا بدوره عزز حركة خالستان، واشترك سيخ الهند والخارج في هذه القضية. وخارج الهند، تستمر الحركة، وتواصل مجموعات في أميركا وأستراليا وبريطانيا وكندا دعم هذه النزعة الانفصالية.