حماس تواجه خطط المستوطنين بالدعوة للاعتكاف بالأقصى

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

رام الله- دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والاعتكاف فيه “لإفشال مخططات الاحتلال”، وذلك بعد دعوات أطلقتها جماعات استيطانية لتكثيف اقتحام المسجد خلال الأيام المقبلة، وفي عيد الفصح اليهودي وذبح قرابين فيه.

وطالبت “حماس”، في بيان لها، جماهير الشعب الفلسطيني في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى “الحشد والنفير، وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط والاعتكاف فيه من اليوم، بدءا من صلاة الجمعة، وحتى يوم الاثنين المقبل”.

وتهدف الدعوة، وفق بيان الحركة، إلى حماية المسجد “دفاعا وذودا عنه، وإفشالا لمخططات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه المتطرّفين، وما يسمَّى “جماعة الهيكل”، لتدنيس باحاته وإقامة طقوس ذبح القرابين داخله، يومَي الأحد والاثنين المقبلين”.

تغيير الوضع القائم

تأتي هذه التطورات في وقت أُعلن فيه عن خطة لوزارة الأمن القومي الإسرائيلية ووزيرها إيتمار بن غفير لتغيير “الوضع القائم” في المسجد الأقصى خلال العام الجاري، بما يسمح لليهودي بحرية أداء طقوس دينية في المسجد، وتعزيز السيادة عليه، ووضع تدابير تكنولوجية وإلكترونية للشرطة فيه، بحسب ما أفادت القناة 11 الإسرائيلية الثلاثاء الماضي.

وفي القدس تستمر التحذيرات من خطط الجماعات الاستيطانية، واستغلال الاحتلال لانشغال العالم في العدوان على غزة، لتكثيف الاقتحامات وتنفيذ التهديدات بإقدام الجماعات الاستيطانية على ذبح قرابين داخل المسجد، وربما تقسيمه مكانيا وزمانيا، وإحداث المزيد من التغيير على “الوضع القائم”.

وقال خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إن “الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى أمر واجب على المسلمين، كما هو واجب على سلطة الاحتلال، لأنه بعد عام 1967 التزمت سلطات الاحتلال بالحفاظ على الوضع القائم، فلا يجوز تغييره”.

وشدد عكرمة، في تصريحات للجزيرة نت، على أن “الصلاة في الأقصى للمسلمين وحدهم، وما يقال عن القرابين أمر يخص اليهود ولا علاقة لهم بالأقصى”.

ويقصد بمصطلح “الوضع القائم” الوضع الذي كانت عليه المقدسات في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى في العهد العثماني، وامتد طوال فترة الانتداب البريطاني (1917-1948)، ثم الحكم الأردني (1948-1967) للقدس حتى احتلالها عام 1967.

استغلال حرب غزة

ويقول الناشط المقدسي فخري أبو ذياب إن “الأعياد اليهودية دائما تشكّل كابوسا على الأقصى والقدس”، مشيرا إلى أن جماعات الهيكل وغلاة المتطرفين اليهود والمستوطنين يوظفون أعياد الفصح التوراتية “لمزيد من ترسيخ الوجود اليهودي في المسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف أنه مع وجود وزير (بن غفير) مسؤول عن شرطة الاحتلال هو جزء من تلك المنظمات التي تنوي تغيير الوضع القائم في الأقصى، فإن هذا العام تحديدا ونتيجة الظروف في الإقليم، قد تستغل تلك الجماعات الوضع والحرب في غزة لافتعال المزيد من الاستفزازات والتعديات على الأقصى لتحقيق هذا الحلم، “وربما حلم الصهيونية العالمية بتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، أو اقتطاع جزء منه، أو تغيير الوضع القائم فيه”.

ووصف أبو ذياب الوضع المقبل بأنه قاتم، خاصة أن هناك صمتا إزاء ما يدور “وأمِن الاحتلال وجماعات الهيكل العقوبة رغم أنهم يتعدّون على كل القوانين والمعاهدات الدولية”، ولم يستبعد الناشط المقدسي أن تكون تلك الجماعات قد أعدت العدة، “ربما لذبح قرابين في الأقصى خلال ما يسمى الأعياد اليهودية، وأن تستغلها لتغيير الوضع القائم”.

وفي 23 أبريل/نيسان ينطلق عيد الفصح اليهودي ويستمر لمدة أسبوع، ويعد هذا العيد أحد أخطر مواسم الاقتحامات للمسجد الأقصى، وبدأت جماعات الهيكل بالتحضير له مبكرا.

وأدرجت وزارة الأمن -في خطة عملها السنوية 2024- هدفا يشكل سابقة مثيرة للجدل، وهو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وفي المدينة المقدسة المحتلة، وتعزيز سيادة الاحتلال في ساحات الحرم، عبر وضع تدابير تكنولوجية وإلكترونية للشرطة على ما أسمته الوزارة “جبل الهيكل” (المسجد الأقصى)، بحسب ما أفادت القناة 11 الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي.

وبالعودة إلى إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية، فإن 52 ألفا و853 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى خلال 2023، في أعلى رقم يسجل في تاريخ اقتحامات المستوطنين للمسجد، الذي بدأ عام 2003.

ومع تزايد الاقتحامات أصبح المستوطنون أكثر جرأة على أداء طقوسهم فيه، ومن بين الطقوس التي جرى رصدها في السنوات الأخيرة: صلاة الصباح، مباركة البلوغ، مباركة الزواج، السجود الملحمي، تلاوة أسفار من التوراة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *