حلاقة بالمجان.. متطوعون لتزيين رؤوس النازحين في مدارس صور اللبنانية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 2 دقيقة للقراءة

صور- في الهواء الطلق تحت ظل شجرة في فناء “مدرسة صور الرسمية الثانية” يجلس حسن (12 عاما) بسعادة على كرسي بلاستيكي متواضع، ويسلم رأسه لأحد الحلاقين المتطوعين.

يخبر حسن الحلاق -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- بنوع الحلاقة التي يفضلها، لكن الحلاق ينبهه إلى أنه لا يملك الأدوات المناسبة، كما لا يملك سوى ماكينة حلاقة تعمل بالبطارية، ويقترح عليه حلقات بديلة.

يقول حسن للجزيرة نت إنه سعيد لأنه سيحلق شعره مجانا، لأنه لا يملك المال فهو يقيم مع أسرته في هذه المدرسة منذ شهر، بعد أن اضطروا لترك منازلهم في القرى الحدودية بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي.

ويوجد في مدينة صور جنوب لبنان، أكثر من 1500 عائلة، نزحوا من القرى والضيعات على الشريط الحدودي هربا من القصف الإسرائيلي، توزعوا على عدد من مراكز الإيواء في المدارس الرسمية والخاصة، التي أعدتها وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور.

وتشهد الحدود اللبنانية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تبادلا متقطعا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى؛ ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

طفل لبناني يحلق رأسه في أحد مراكز استقبال النازحين بمدينة صور جنوب البلاد (الجزيرة)

مساهمة بسيطة

وحول الأسباب التي دفعتهم للتطوع بهذه المهمة، يقول أحمد ضاهر من أكاديمية “سي آي إس كولج” لتعليم الحلاقة، إنهم جاؤوا للمدرسة لمساعدة النازحين من عيتا الشعب والضهيرة وكل المناطق الحدودية، على حلاقة شعرهم بالمجان، خصوصا الناس التي لا تملك تكلفة الدفع لصالونات الحلاقة.

ويضيف للجزيرة نت، “شاهدنا على التلفزيون القصف الإسرائيلي الذي أجبر هذه العائلات على النزوح من منازلهم، وأردنا أن نساعدهم بشكل أكبر، ولكننا لا نملك الإمكانيات المادية لذلك قررنا أن نساعدهم بالتخصص الذي نجيده ونفهم فيه وهو الحلاقة الرجالية”.

ويؤكد أنه يدرك أن هذه المساعدة قد تبدو للبعض بسيطة ومتواضعة، ولكننا أردنا أن نسهم بما نقدر عليه، وأنهم يشعرون بالسعادة والرضا عند رؤية فرحة النازحين وخصوصا الأطفال بما يقومون به.

صور لحلاقين متطورعين لخدمة النازحين في جنوب لبنان
نقاش بين أحد النازحين وحلاق متطوع للاتفاق على شكل الحلاقة (الجزيرة)
شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *