الخليل- وصلت قوافل الحجاج الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، في حين يحرم عدوان الاحتلال الإسرائيلي حجاج قطاع غزة من أداء هذه الفريضة.
وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وشركات الحج على تسيير حافلات الحجاج من مختلف محافظات الضفة وفق برامج محددة، لمن حالفهم الحظ في قرعة أجرتها الوزارة في فبراير/شباط الماضي.
ومقابل نحو 4500 حاج “قانوني” اختيروا وفق نظام القرعة عن طريق وزارة الأوقاف من بين نحو 22 ألفا، فإن تقديرات تشير إلى أن أضعاف هؤلاء وصلوا مكة ويعتزمون أداء فريضة الحج بطرق أخرى أبرزها التأشيرة السعودية متعددة الزيارات.
مستويات الحج
وصنفت وزارة الأوقاف رسوم الحج لهذا العام إلى عدة مستويات، وفق الخدمة المقدمة والبعد أو القرب عن الحرم المكي، موضحة أن الرسوم تبدأ من 3 آلاف و485 دينارا أردنيا (نحو 4916 دولارا)، وتصل إلى 5 آلاف و986 دينارا (نحو 8444 دولارا)، ومنحت الحجاج حرية اختيار المستوى الذين يرغبون فيه.
في أعلى هذه المستويات يأتي الحج “المميز 1″، حيث تكون فيه الغرف ثنائية وعلى بلاط الحرم في فنادق 5 نجوم مع توفير وجبتي إفطار وعشاء، برسوم تبلغ 5986 دينارا أردنيا.
أما المستوى الثاني، فهو الحج “المميز 2” وتكون فيه الغرف ثلاثية على بلاط الحرم في فنادق 5 نجوم مع توفير وجبتي إفطار وعشاء برسوم تبلغ 4978 دينارا أردنيا.
ثم يأتي المستوى الثالث، وهو نظام السكن الثنائي الاقتصادي بحيث يكون الحاج ومحرمه أو زوجته في فندق يبعد 800 متر عن بلاط الحرم، برسوم تبلغ 4180 دينارا أردنيا.
وأخيرا المستوى الرابع، وهو نظام السكن الثلاثي الاقتصادي، حيث تم استئجار فندق بعيد عن بلاط الحرم بمسافة 900 متر، برسوم تبلغ 3485 دينارا أردنيا.
حجاج غزة غائبون
من جهته، يوضح وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب للجزيرة نت أن أسعار التصنيفات المعلنة جاءت بناء على مدى القرب والبعد من الحرم المكي، وعدد الحجاج في الغرفة الواحدة والخدمات المقدمة.
وقال أبو الرب إن الحجاج غادروا في نحو 60 حافلة السبت، وقرابة 75 حافلة الأحد، في حين يغادر نحو 800 حاج جوا عن طريق مطار الملكة علياء في الأردن.
وقد أنهت وزارة الأوقاف، وفق أبو الرب، كل الترتيبات وتوزيع الفرق في الأراضي السعودية والمدينة المنورة، مشيرا إلى أن “هناك طاقما في مكة المكرمة وآخر في حارة عمار بين الحدود الأردنية والسعودية، وطاقم الأردن، يرافقهم بعثات طبية وإعلامية وإرشادية ووعظية وإدارية”.
وعن حجاج غزة، أوضح أبو الرب أن “ظروف العدوان على غزة والحرب وإغلاق المعابر حرم هذا العام حجاج قطاع غزة من الحج”. وذكر أن تعداد حجاج فلسطين هذا العام بمن فيهم الإداريون والبعثات المرافقة المختلفة يصل إلى نحو 4500 حاج.
خارج مظلة الأوقاف
وبجانب الحج الرسمي تحت مظلة دائرة الأوقاف الإسلامية، وفوق الحصة المخصصة لفلسطين، غادرت أعداد مضاعفة إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج بطرق أخرى بينها التأشـيرة السياحية متعددة الزيارات، وفق ما أكده حجاج للجزيرة نت.
ورغم أن أغلب التأشيرات السياحية وتأشيرات الزيارة لا تتيح لحامليها الحج، فإن أعدادا كبيرة وصلت بالفعل الأراضي السعودية ومكة المكرمة، وفق الحاج “أ” أحد منظمي قوافل الحج خارج إطار وزارة الأوقاف، مقدرا أن عددهم يصل إلى أضعاف العدد الرسمي.
ويستخدم حجاج الضفة الغربية إما جوازات سفر أردنية أو فلسطينية، ويتوجب عليهم المرور بنقطة عبور فلسطينية بمدينة أريحا، ثم نقطة العبور الإسرائيلية المعروفة بالجسر، ثم نقطة العبور الأردنية، ومن هناك إلى موقع يطلق عليه مدينة الحجاج، حيث يتم ترتيب مغادرتهم إلى السعودية.
وقال الحاج “أ” -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت من مكة المكرمة إنه ذهب إلى مكة بتأشيرة زيارة تصدرها السعودية لمدة سنة وتشمل السفر عدة مرات يمكن من خلالها أداء العمرة وفريضة الحج.
ولفت إلى أن متوسط تكلفة الحج بهذه الطريقة تقدر بنحو ألفي دينار أردني (نحو 2820 دولارا)، تشمل توفير السكن والتنقل بين مكة والمشاعر.
وأشار في الوقت نفسه إلى وجود حجاج بتأشيرات زيارة لا تشمل الحج “ووجودهم يعتبر مخالفة وبعضهم نقل بالفعل إلى خارج مكة”.
حاج آخر -فضل عدم ذكر اسمه- وصل إلى مكة منذ أسابيع بتأشيرة زيارة، قال للجزيرة نت إنه اضطر إلى الوصول لمكة قبل موسم الحج بنحو 40 يوما، ولم يدفع أكثر من 1500 دولار، حتى يتمكن من أداء هذه الفريضة.
وعن دواعي لجوئه إلى هذه الطريقة، أوضح أنه يحتاج إلى سنوات طويلة للحصول على فرصة الحج بنظام القرعة، ولذلك أراد اختصار الطريق، مشيرا إلى وجود حجاج من فلسطين تحت مسميات مختلفة مثل: خدمات، إدارة، حلاقين، لحامين، أطباء لكن بجواز سفر أردني.