نشرت صحيفة تلغراف البريطانية تقريرا يفسر تزايد عمليات إسقاط المقاتلات الروسية من قبل الدفاعات الجوية الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي، قائلة إن السر يكمن في قطعة جديدة من المعدات التي لا تمتلكها أميركا.
وذكر الكاتب ديفيد آكس أن القوات الجوية الأوكرانية استمرت الشهر الماضي في عمليات إسقاط غير مسبوقة للمقاتلات الروسية، إذ أسقطت خلال 12 يوما 13 مقاتلة روسية.
وتساءل الكاتب عن الكيفية التي تم بها ذلك؟ وما الذي تغير لجعل الطائرات الروسية أكثر عرضة للخطر، وهل هناك درس للعالم الأوسع من “مذبحة فبراير الجوية”؟
كثافة الطلعات الجوية الروسية
ويجيب أنه من الواضح أن سلاح الجو الروسي صعّد عملياته ونشر عدة مئات من مقاتلاته البالغ عددها نحو ألف، بالإضافة إلى عديد من طائرات الدعم للطلعات الجوية فوق أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، إلى درجة أن معدل الطلعات الروسية الإجمالي تجاوز في ذروة معركة أفدييفكا منتصف فبراير/شباط الماضي 100 طلعة في اليوم.
وقال: “بالطبع، مزيد من الطلعات الجوية يعني مزيدا من الأهداف الجوية ومزيدا من تبادل إطلاق النار، لكن الوتيرة المرتفعة للطلعات الروسية ربما لا تكون العامل الوحيد في العدد الكبير لإسقاط المقاتلات الروسية”.
تنظيم وحدات الباتريوت
واستمر يقول إن المبتدئين يفسرون ذلك بأن الأوكرانيين أخذوا بعض مكونات بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية الصنع الثلاث -أفضل بطاريات دفاعهم الجوي- ونظموها في وحدات متحركة.
والنقل بسرعة لقاذفات باتريوت الرباعية خلف خط المواجهة مباشرة، بعد توصيلها برادارات بعيدة المدى عبر رابط بيانات لاسلكي، يمكّن من نصب كمين للطائرات الروسية على بعد 145 كلم قبل أن يتمكن الروس من إطلاق النار. ويبدو أن هذا التكتيك هو الذي سمح للأوكرانيين بإسقاط عديد من الطائرات الروسية أواخر العام الماضي، في حين يرقى إلى تجربة مسبقة لحملة فبراير/شباط الأكثر دموية.
معالجات ووصلات راديو وخوارزميات
ويعود الكاتب لينفي التفسير السابق، قائلا: “لكن إسقاطا رئيسيا واحدا، وهو تدمير طائرة رادار روسية نادرة من طراز بيريف إيه-50 فوق بحر آزوف يوم 23 فبراير/شباط الماضي وإسقاطها على بعد 304 كلم من خط المواجهة، وهي مسافة بعيدة جدا عن وحدة باتريوت التي تطلق صاروخا وزنه طن، ينفي التفسير السابق”.
وقال الكاتب إن السر يكمن في قطعة مكونة من مجموعة من المعالجات، ووصلات الراديو والخوارزميات تسمح إلى حد كبير لأي رادار للدفاع الجوي وإلى حد كبير لأي صاروخ للدفاع الجوي بالعمل معا.
وأضاف أنه من المحتمل أن يكون المدافعون عن الجو الأوكرانيون يتمتعون برؤية شاملة ومدججين بالسلاح، وقد تم إعدادهم للاستفادة من الفرصة التي قدمها لهم الطيارون الروس عندما صعد الطيارون في الهواء فوق أفدييفكا.