تفاصيل سيطرة المعارضة السورية على دير الزور

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

دير الزور- في السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري تحركت أرتال عسكرية تابعة لغرفة عمليات “ردع العدوان” نحو محافظة دير الزور تزامنا مع تحركات مماثلة نحو حمص ودمشق التي سقطت بيد فصائل المعارضة السورية المسلحة. وانسحب النظام والمليشيات التابعة له بشكل كامل من دير الزور، وسلمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بموجب اتفاق بين الطرفين وبرعاية روسية.

وحاولت فصائل المعارضة دخول المدينة، إلا أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة منعها عبر التحليق المكثف وفتح جدار الصوت، موجها رسائل تحذيرية بعدم التقدم دون موافقة أميركية وتجنب أي اشتباكات، مما أجبر القوات المهاجمة على الانتظار على مداخلها.

وبعد 3 أيام من الترقب، تمكنت قوات “ردع العدوان” من دخول دير الزور، منتصف ليلة أمس الثلاثاء، من محوري حي البغيلية ودوار الدلة، دون اشتباكات بناء على اتفاق بين التحالف والمعارضة، وفق ما أفاد به الصحفي معاذ الناصر للجزيرة نت.

انسحاب

من جانبه، أشار المحلل العسكري سعد الشارع إلى عدم وجود معلومات مؤكدة بشأن مفاوضات مباشرة بين غرفة عمليات “ردع العدوان” وقوات قسد، وأوضح أن وجود مجموعات عسكرية على المحورين الجنوبي والغربي أجبر قسد على الانسحاب لتجنب خسائر مؤكدة، بسبب غياب الدعم من التحالف الدولي الذي لم يعطها موافقة لدخول مناطق غرب الفرات.

وانسحبت قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق الفرات بعد استحواذها على الأسلحة والذخائر التي تركها النظام في مطار دير الزور العسكري ومستودعات “عياش” ثاني أكبر مستودعات أسلحة في سوريا، بحسب تصريح الصحفي هيثم السليمان للجزيرة نت. كما نقلت محتويات بعض الدوائر الحكومية بما فيها معدات من داخل البريد ومادة الدقيق.

في الريف الشرقي لدير الزور (شرق الفرات)، شنت قوات قسد حملات تمشيط ومداهمات أمنية، وطلبت من الأهالي التزام منازلهم. وقال المواطن عامر الخالد، للجزيرة نت، إن رتلا عسكريا خرج من مدينة دير الزور باتجاه ريفها الشرقي مما سبب حالة من الذعر لدى الأهالي بعد انشقاق قائد مجلس ساحة هجين التابع لمجلس دير الزور العسكري وانضمامه إلى غرفة عمليات “ردع العدوان”.

واستهدف الرتل حاجزا لقسد، واستولى عليه في منطقة أبو حردوب، وشارك طيران التحالف الدولي بطائرات مسيرة ومروحية في هذه الهجمات.

قصف إسرائيلي

في الأثناء، تشهد محافظة دير الزور قصفا إسرائيليا مكثفا استهدف مواقع عسكرية، بما في ذلك مطارها العسكري ومقر كتيبة الدفاع الجوي.

وقال القيادي العسكري في المنطقة الشرقية العميد عمر الطراد، للجزيرة نت، إن القصف أدى إلى اشتعال النيران بشكل غير مسبوق في سماء المدينة، ويرجح أن المستودعات المستهدفة تحتوي على عتاد إستراتيجي تخشى إسرائيل وجوده في دمشق، وحمص، ودير الزور.

من جهة أخرى، أعلن التحالف الدولي عن تنفيذ قرابة 100 غارة جوية على مواقع لتنظيم الدولة في البادية السورية، بعد رصد تحركات له في المنطقة.

أوضاع متردية

تعاني محافظة دير الزور، وصولا إلى البوكمال، من الفوضى تتخللها حالات من السرقة والنهب وأوضاعا خدمية سيئة مثل الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه، إضافة إلى نقص الخبز وارتفاع الأسعار. كما تنتشر النفايات بشكل كبير نتيجة توقف عمل البلديات، بسبب الفوضى الأمنية وحظر التجوال الذي فرضته قسد قبل خروجها، وفق تصريح سلام الفياض وهو شاهد عيان للجزيرة نت.

من جانبه، يقول المواطن عماد العزيز، للجزيرة نت، إن مناطق الريف الخارجة عن سيطرة قسد بدأت بالتعافي بفضل وعي الأهالي وعقد اجتماعات نتج عنها ضبط الأمن بشكل جزئي وإعادة تفعيل الخدمات وتوفير مادة المحروقات للتدفئة، إلا أنه لا تزال هناك بعض الخروقات بسبب أصحاب السوابق والمستفيدين من الوضع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *