الضفة الغربية- بالتزامن مع تواصل قصف قوات الاحتلال لقطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، طالت نحو 40 فلسطينيا معظمهم من قيادات وكوادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن أسرى محررين.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن من بين المعتقلين الشيخ عمر دراغمة ونجله المطارد حمزة من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، والقيادي الشيخ حسام حرب من قرية “اسكاكا” قرب مدينة سلفيت، والقاضي الشيخ مهند أبو رومي من بلدة العيزرية، والشيخ مجدي سعادة من بلدة عقربا جنوب نابلس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل قيادات أخرى ولم تجدهم بداخلها، في حين دارت مواجهات واسعة بين المواطنين وقوات الاحتلال في معظم المواقع التي اقتحمتها.
ورغم أن هذه الحملة ليست جديدة بل تشابه عمليات كثيرة كان آخرها قبل أشهر خلال الحرب على غزة، فإن تحذيرات أطلقتها قيادات في الحركة من أن تتوسع هذه الملاحقة وتصل إلى الاغتيال والتصفية.
اعتقال الشيوخ
في هذا السياق، قالت أم حسان زوجة الشيخ حسام حرب (66 عاما)، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلهم في قرية “اسكاكا” شرق مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية بعد الرابعة فجرا، وطوَّقت المنزل قبل أن تقتحمه.
وأضافت أم حسان في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، أن جنود الاحتلال بدوا في حالة عنف شديد وشراسة خلال الاعتقال، وأخبروا العائلة أن الشيخ رهن الاعتقال منذ اللحظة الأولى، نافية أن يكونوا قد أجروا معه أي تحقيق ميداني.
وأكدت أن زوجها يعاني منذ عام 1991 الاعتقال بسجون الاحتلال، حيث اعتقل أكثر من 20 مرة بما معدله 13 عاما، وأن آخر إفراج عنه كان مطلع مايو/أيار الماضي.
وتعليقا على هذه الاعتقالات، قال القيادي بالحركة الشيخ فتحي قرعاوي إن الاحتلال ومنذ وجوده لم يوقف اعتقالاته ضد الفلسطينيين، لكن هذه الاعتقالات اليوم هي احترازية، في ظل تخوفات الاحتلال من الأحداث الجارية ومن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح قرعاوي في حديثه للجزيرة نت، أن الاحتلال سبق أن اغتال فعلا، وأن المعركة مفتوحة ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما يخطط لها المستوى السياسي الإسرائيلي، وأن أي قرار مرهون بمدى ما يمارس على الاحتلال من ضغط، وبالتالي سيعمل على الخروج من عنق الزجاجة، مضيفا أن “الاحتلال لا يستطيع أن يستمر إلى ما لا نهاية بحرب مثل هذه الحرب، ومن الممكن أن يقوم بعمليات ضغط كالقتل بشكل واسع، وتصفيات ضد قيادات معينة، والمجال مفتوح والاحتلال هدد بأكثر من مناسبة”.
ولا يستبعد الشيخ مصطفى أبو عرة القيادي بحماس في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، أن يصل الأمر إلى ما هو أبعد من الاعتقال وحتى الاغتيال وهدم المنازل وتشريد الأسر واعتقال أبناء القيادات وغير ذلك، مضيفا أن ما يقوم به الاحتلال هو “تصرف العاجز أمام الطوفان الهادر، وبالتالي يبحث عما يعوض فشله وهزيمته، ويظهر بمظهر المنتصر المحقق بعض الإنجازات، باعتقاله أناسا لا علاقة لهم بالفعل المباشر إلا أنهم ينتمون لهذا التيار”.
وتوقع الشيخ أبو عرة أن الاحتلال سيكون مؤذيا أكثر في مواجهة الفلسطينيين، وأن كل الاحتمالات واردة في ظل ردة الفعل على ما أصاب الاحتلال من خيبة أمل أمام العالم كله، وأن المعركة مفتوحة وقد تطور إلى ما أبعد من ذلك.
عقاب الأسرى
في الإطار ذاته، ذكر بيان لنادي الأسير الفلسطيني أن عددا كبيرا من المعتقلين خلال الحملة الأخيرة لقوات الاحتلال هم أسرى محررين، وأن بعضهم خاض إضرابا مفتوحا خلال أسره سابقا لأكثر من 110 أيام. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ الاحتلال اعتقل من الضفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نحو 80 مواطنا من الضفة.
وأشار النادي -في بيان له وصلت نسخة منه للجزيرة نت- إلى أنّ الاحتلال منذ أمس، أعلن بموجب أمر عسكري، زيادة مدة التوقيف الأولى بحقّ المعتقلين الجدد من 96 ساعة إلى 8 أيام، ومنع المعتقلين من لقاء المحامي لمدة 4 أيام، وذكر أنّ الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، اعتقل أكثر من 5400 مواطن.