لم تكن أسيل أبو زايدة (19عاما) طالبة الصيدلة الفلسطينية المقيمة في حي الفالوجة بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة معنية بمضمون الخطاب الحماسي الذي سيلقيه في اليوم التالي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا بمسعاه لتهدئة غضب أهالي الإسرائيليين الـ139 المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كان همها الوحيد منصبا على النجاة مع من تبقى من أسرتها، بعد قصف منزل خالها الذي لجأت العائلة إليه في مخيم جباليا، وهو ما أدى إلى استشهاد شقيقها محمد (16عامًا) وبنت خالها شمس سالم (13 عامًا) وزوجة جدها مريم سالم (55 عاماً)، وخروجها مع أخويها عبد الله (14 عامًا) وأسامة (7 أعوام) بإصابات بالرأس، بعد انتشالهم من تحت الأنقاض.
وأملا بالنجاة من أهوال القصف الإسرائيلي القادم من الجو والبحر والبر، التزمت أسيل وشقيقتها ميس (9 أعوام) ووالدتهما خولة (46 عاما) بما ورد في المنشورات التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية. فسلكت الأسرة درب النزوح جنوبا في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني مع عشرات الأسر الفلسطينية الأخرى عبر طريق صلاح الدين، أملا بالوصول إلى خان يونس أو رفح.